للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإجابة وأدعى إلى حضور القلوب من الأدعية المجهولة الأصل، مع ما فيها من المخالفة لظاهر القرآن الحكيم، والله ولى التوفيق.

ومن البدع القبيحة تعدد الجماعة في مسجد واحد في آن واحد، فترى عند شروع الإمام الراتب في الفريضة عددًا من الأئمة منهم من يصلى بواحد، ومنهم من يصلى باثنين، ومنهم من يصدى بأربعة أو أكثر، ومنهم جملة أئمة في صف واحد، ومنهم المتقدم على الآخر، بل قد يكون بعض الأئمة في نفس الصف الأول الذى وراءه الإمام الراتب، فيقع الاختلاط في الصلاة وتلتبس الأئمة بعضها ببعض ويشوش بعضهم على بعض بالقراءة، ويشتبه الحال على المأموم وربما لم يميز إمامه من غيره، بل ربما اقتدى بمن هو مقتد بالإمام الراتب أو غيره، لما علمت أن الإمام غير الراتب قد يقف في خلال الصف الأول مثلًا مع من اقتدى بالإمام الراتب وذلك ممنوع لوجوه:

(منها): أنه مخالف لما كان علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والسلف الصالح، إذ الإجماع على أنه لم يقع تعدد الجماعة في آن واحد في مسجد واحد في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا زمان أحد من أصحابه ولا زمان باقى السلف، فكان مردودًا.

(ومنها): أنه مناف لحكمة مشروعية الجماعة من ائتلاف القلوب وجمع الكلمة ورجاء حصول بركة بعض المؤمنين لبعض، ولذلك شرعت الجمعة وصلاة الخوف والعيدين والوقوف بعرفة، وفى صلاتهم على هذا الوجه تفريق لا جمع، وناهيك بصلاة الخوف بإمام واحد والوقت وقت ضرورة، فهو مردود.

(ومنها): أن فيه تشويش بعضهم على بعض بالقراءة وعلى المتعبدين غيرهم وهو حرام ولو على النائم.

(ومنها): أن فيه تخليطًا على المصلين واشتباه الأئمة بعضهم ببعض وبالمأمومين، فيقع الخلل في الصلاة فكان ممنوعًا بلا خلاف.

(ومنها): الإخلال بتسوية الصفوف، لما علمت أن البعض يتقدم على البعض

والبعض يقطع الصف على البعض، والبعض يترك فرجًا بينه وبين غيره، وكل ذلك خلاف السنة فيمنع.

(ومنها): أن فيه افتياتًا في حق الإمام الراتب، والإمام الشافعى رحمه الله وأصحابه حثوا على حفظ حرمة الإمام الراتب في حال غيبته ولم يرخصوا لأحد في إقامة الجماعة في غيبته

<<  <   >  >>