للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لوقتها فقال رجل: يا رسول الله أصلى معهما. قال: "نعم إن شئت" أباح له الصلاة معهما لكن بعد أن يكون قد أداها في وقتها، فعن ابن مسعود رضي الله عنه في بعض الروايات: فما تأمرنى إذا أدركنى ذلك يا رسول الله؟ قال: "صلى الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك معهم سبحة" وهى بضم السين وسكون الوحدة وحاء مهملة الصلاة النافلة لأنها نفل كالتسبيحات، وكالتلحين في الأذان المعروف بالسلطانى (أذان الجوقة) في حضرة الأمراء والعلماء، ولا خلاف في أنه مذموم مكروه لما فيه من التلحين والتغنى وإخراج الكلمات فيه عن الأوضاع العربية كما سبق، وأول من أحدثه هشام بن عبد الملك.

ومن البدع المذمومة التهاون بأمور الدين حتى أصبح الوسط مختلًا والمدرسة الاجتماعية اليوم تعلم النشء فنون الفساد، وضروب الضلال "ومن شب على شيء شاب عليه" فاستعصى الداء على المرشدين ش لم يفلحوا في تقويم المعوج من أخلاق الأمة وتطهيرها من درن الرذائل، حتى استولى عليهم اليأس من الإصلاح فأهملوا نصح الأمة وتعليمها أمر دينها، وانضم إلى ذلك تلك البدعة المشئومة (بدعة حرية

الأديان) فكانت من أكبر معاول الهدم لبناء هذا الدين الحنيف، فساء الحال وصار كل إنسان يرى كل مفعول جائزًا لا أدب يمنعه ولا دين يردعه، وتمكن أعداء الدين من تضليل العامة بإغوائهم لكل ما يستهوى قلوب البسطاء، فوضعوا لهم الشباك وأحكموها، والناس من كل حدب تنسل إليها، وهم يعلمون أنها ما نصبت إلا لاغتيالهم. ولكن عدم المبالاة بالدين جعلهم كالأنعام، بل هم أضل، ألا ترى طائفة المبشرين أحدثوا المستشفيات ودور التعليم وأحكموها فانهالت عليها العامة وضعفاء الدين، وهنالك الويل، هنالك تدرس تعاليم الإنجيل على المرضى والتلاميذ الأحداث، فتصادف منهم قلوبًا خالية من تعاليم الإسلام فتهوى إلى وبال يدوم وضلال لا هداية بعده، كل هذا وخاصة المسلمين يجعلون أصابعهم في آذانهم حذر أن يسمعوا أنين الإسلام، ويتخاذلون فلا يأخذون بحجز العامة وهم يتهافتون على ذلك تهافت الفراش على النار.

<<  <   >  >>