كان عن طيب نفس أو لا، أو من حلال أو حرام، وأقل ما فيه من الكراهة أن يطعم الشيخ خوف العتب عليه منه أو من جماعته الذين يأخذون من الحافى نعله، ويأخذون ما بأيدى الناس بسيف الحياء، وهم على الحقيقة عالة على كاهل الأمة.
ومن بدعهم احتيال بعضهم على من كان معهودًا لغيرهم في أن يكون معهودًا لهم ويترك شيخه الذى لا يعتقد غيره، فيوقعونه في النكد والهم وتشويش الخاطر خوفًا من تغير وغضب شيخه عليه، وكل ذلك فساد وتفريق بين جماعة المسلمين فهو حرام بلا شك، ولا غاية لهم فيه إلا قضاء شهواتهم الخبيثة وحظوظهم الفانية.
ومن بدعهم السيئة أنهم اتخذوا الطريق تجارة يجمعون بها حطام الدنيا:
(فعن) بشر الحافى أنه كان يقول: "والله ما كنا نظن أن نعيش إلى زمان صار علم الناس شبكة لهم يصطادون به الدنيا"، وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يقول:"من علامة إخلاص العالم في علمه أنه كلما ازداد علمًا ازداد في الدنيا زهدًا وقلت أمتعة داره"، ولما مرض الإمام النووى رحمه الله مرضه الذى مات فيه ورجع من الشام إلى (نوى) بلده لم يجدوا له متاعًا يحملونه إلى أمه سوى العكاز والإبريق وترك كتبه ومؤلفاته كلها بالشام للفقراء والمساكين.
ومن بدعهم السيئة أن يجتهد الكثير منهم في أن يكون له بعد موته قبر يزار عليه قبة عظيمة، ويكون داخل مسجد، ويصنع له الحضرات وتقام الموالد، ويوصى يذلك ويقف له الأوقاف، وذا منكر في الشرع كما تقدم في بدع المقابر والأضرحة لأنَّه من باب الافتخار بالأعمال والمظاهر الكاذبة، والإنسان لا يدرى ما إليه مصيره.
قال الإمام الشعرانى رحمه الله: وقد أدركت نحوًا من مائتى شيخ ما رأيت أحدًا منهما اعتنى بشيء من ذلك وإنما المعتقدون هم الذين يصنعون له ذلك بعد موته تعظيمًا له وإكرامًا. وعن بعضهم: كم من ضريح يزار، وصاحبه في النار!
ومن بدعهم المحرمة أنهم خرجوا عن الذكر الشرعى إلى ذكر محرف يخالف الكتاب والسنة والإجماع على ما سيأتى بيانه، ويقولون: وجدنا أشياخنا هكذا يذكرون بحضرة العلماء وهم ساكتون، فإن الذكر