والآجل. هذا ما ينبغى اعتقاده فيها وبالله تعالى التوفيق.
(ومنها): اعتقاد أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما أراد العروج ليلة الإسراء صعد على صخرة بيت المقدس وركب البراق فمالت الصخرة وارتفعت لتلحقه فأمسكتها الملائكة، ففى طرف منها أثر قدمه الشريف وفى الطرف الأخير أثر
أصابع الملائكة عليهم السلام، فهى واقفة في الهواء قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذى يمسك السماء أن تقع على الأرض سبحانه وتعالى، وهذا من الأكاذيب المشهورة ولا أصل له في الدين.
(ومنها): اعتقاد الطائفة الكشفية أن للروح جسدين: جسد من عالم الغيب لطيف لا دخل للعناصر فيه، وجسد من عالم الشهادة كثيف مركب من العناصر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين عرج به إلى السماء ألقى كل عنصر من عناصر الجسد العنصرى في كرته، فما وصل إلى فلك القمر حتى ألقى جميع العناصر، ولم يبق معه إلا الجسد اللطيف فرقى به حيث شاء الله تعالى.
ثم لما رجع عليه الصلاة والسلام رجع إليه ما ألقاه واجتمع فيه ما تفرق منه ولعمر الحق أنه حديث خرافة لا مستند له شرعًا ولا عقلًا، والذى عليه جمهور العلماء من السلف والخلف أن المعراج كالإسراء كان بالروح والبدن يقظة ولا استحالة في ذلك كما هو مقرر في محله.
(ومنها): اعتقاد كثير من الناس أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف وهذا جهل قبيح لأمرين:
الأول: أن المحفوظ أنه -صلى الله عليه وسلم- توكأ على العصا وعلى القوس.
الثانى: أن الدين إنما قام بالوحي، وأما السيف فلدفع كيد أهل الضلال واعتداء المشركين {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} (١) الآية، ومدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- التى كان يخطب فيها إنما فتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف.
ومن بدع الاعتقادات الباطلة ما يذكره بعض القصاصين من أن الكعبة الشريفة نزلت من السماء في زمن آدم وأنَّه حج إليها فتعارف بحواء في عرفة بعد أن كانت قد ضلت عنه بعد هبوطها وأكدوا ذلك بتزوير قبر لها في