خرج له بالخناس، ووقع لغيره مثل ذلك (كيف) وإنا نرى هذه الحالة تقع لكثير من الكفار والزنادقة كما هم معلوم؟
ومن هذه البدع أيضًا أنك ترى كثيرًا من الناس يصدقون بكثير من الحوادث المستقبلة مثل ما يتعلق بالحروب ومستقبل الأفراد والأمم والبلاد وتنشر هذه الأباطيل في النتائج برموز خفية تقبل التفسير والحمل على كل ما تحدثه الأيام وربما يصرح بعض أرباب النتائج ببعض الحوادث المستقبلة فيظهر خطؤه.
ومن بدعهم التى يُمَوِّهون بها على البسطاء أنهم يعمدون إلى كثير من الأعيان وكبار الموظفين ويأخذون لهم الطالع ثم يذكرون بنتيجته في نتائجهم وبهذا يتمكنون من اصطياد العامة وأكل الأموال بالباطل، فترى الزارع والتاجر وكل ذى بال خطير يهرع إلى هؤلاء الدجالين، ويهب له من الخير ما يضن به في أداء الواجبات، ولا يليق هذا من عاقل ذى دين، فعن صفية بنت أبى عبيد عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا" رواه مسلم، وفى الحديث المشهور:"من صدق كاهنًا أو عرافًا"، وفي بعض الروإيات:"أو منجمًا فقد كفر بما أنزل على محمد": أي فإن الله تعالى
رواه أبو داود والترمذي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، وعن عائشة رضى الله عنها قالت: سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أناس عن الكهان، فقال:"ليسوا بشيء" فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثوننا بشيء فيكون حقًّا! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنى فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة" متفق عليه، وفى رواية للبخارى عن عائشة رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إن الملائكة تنزل في العنان -وهو السحاب- فتذكر الأمر قضى في السماء فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم". "يخطفها" بفتح الطاء: ماضيه خطف كفهم "فيقرها" هو بفتح الياء وضم القاف والراء: أي يلقيها.