رواه الخرائطى، وروى عن أنس بن مالك وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:"أنهم كانوا يقدمون لإخوانهم ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون: لا ندرى أيهما أعظم وزرًا الذى يحتقر ما قدم إليه أو الذى يحتقر ما عنده أن يقدمه" رواه صاحب "القوت والعوارف".
وقد كانت أيضًا ولائم النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة بعيدة عن التكلف، فعن أنس رضي الله عنه "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أولم على صفية بتمر وسويق" رواه أحمد وأبو داود
والترمذى وابن ماجه، وعنه أيضًا قال:"ما أولم النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من نسائه ما أولم على زينب أولم بشاة" متفق عليه، وعن أنس أيضًا:"أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على عبد الرحمن بن عوف آثر صفرة فقال: "ما هذا؟ " قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال: "بارك اللَّه لك، أولم ولو بشاة" رواه البخارى ومسلم وغيرهما، ومنه يستفاد أن الوليمة تكون لعد الدخول بالمرأة، والتهنئة بالزواج، والصفرة نوع من الطيب، والنواة من الذهب تساوى خمسة دراهم من الفضة، وكانت وليمة النبي -صلى الله عليه وسلم- حين زفافه بعائشة رضي الله عنها قدحًا واحدًا من لبن، فعن أسماء بنت عميس قالت: كنت صاحبة عائشة رضي الله عنها في الليلة التى هيأتها وأدخلتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعى نسوة قالت: فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحًا من اللبن، ثم ناول عائشة رضي الله عنها قالت: فاستحيت الجارية، قالت: فقلت: لا تردى يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، خذى منه، قالت: فأخذته منه على حياء فشربت منه، ثم قال: " ناولى صواحبك " فقلن: لا نشتهيه، فقال: "لا تجمعن جوعًا وكذبًا" قال: فقلت: يا رسول الله إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه: لا أشتهيه أيعد ذلك كذبًا؟ فقال: "إن الكذب ليكتب حتى تكتب الكذيبة كذيبة" رواه الطبرانى في الكبير وابن أبي الدنيا.
ولَمَّا عقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فاطمة ابنته كان الطعام الذى أحضر النبي -صلى الله عليه وسلم- للحاضرين طبقًا من بسر، ففى الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن اللَّه أمرنى أن أزوج فاطمة من على بن أبى طالب، فاشهدوا أنى قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك