عدم العناية بإدخال السرور على أخيه، بل ربما يؤلمه أن يرى أخاه في هناء، فترى كثيرًا من أرباب المناصب الرفيعة القادرين على منافع العباد وقضاء حوائجهم يتألمون من التجاء ذوى الضرورات إليهم، وربما لا يسعون في قضائها إلا لفائدة تعود عليهما، أما سعيهم في حاجة الناس لمحض وجه الله فلا. روى الطبرانى في "الأوسط" من حديث حذيفة رضي الله عنه: " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحًا للَّه ورسوله ولكتابه ولإمامه وأئمة المسلمين فليس منهم "، وفى حديث أبى هريرة:" واللَّه في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " رواه مسلم.
ومن العادات السيئة في المعاشرة الترفع عند تناول الطعاء عن مشاركة الزوجة أو المملوك أو الخادم، بل يترك الخادم واقفًا ينظر إليه. كل ذلك خلاف السنة، فإن السنة جاءت بتكثير الأيدى على الطعام، والرفق بالمملوك والخادم، قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل مع خادمه ويزوره في بيته جبرًا لخاطره وخاطر أهله.
(ومنها): احتقار الناس والسخرية بهم ولا يدرى الإنسان لعل من يهزأ به خير منه وإن كان فاسقًا، فقد يختم لك بمثل حاله ويختم له بالصلاح، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}(١)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه مسلم.
ومن البدع السيئة أوراق اليانصيب وهى تلك الأوراق التى جرت بعض الجمعيات على توزيعها على الأمة بثمن معين لكل ورقة، على أن يكون جزء من ثمن البيع من تلك الأوراق للجمعية والجزء الآخر للنمر الرابحة، وقد كانت الجمعيات تصدر ما شاءت من هذه الأوراق حتى كثرت أضرارها فنظمتها الحكومة أخيرًا تنظيمًا قلل من أضرارها، والقصد الأصلى من هذا العمل هو الصرف على بعض الأعمال الخيرية كتعليم أبناء الفقراء والإنفاق على البائسين وإقامة دور العلاج ولكن توسع الناس فيها حتى صارت تعمل في كثير من الشئون وهى -مهما نظمت ومهما كان القصد منها- نوع من أنواع الميسر (القمار) وهو حرام؛