يد الغربيين لحازوا بها قصب السبق، ولكنهم رأوا أن السعادة في الدنيا والآخرة إنما هى في الاهتمام بأمر الدين.
أما الدنيا فجعل أمرها يرجع إلى شهوة حيوانية، فصرفوا عنان همتهم إلى ما تسمو به مداركهم وعقولهم وهو ما به امتاز الإنسان عن الحمار والفرس.
والحمد لله قد بلغوا بقوة العزيمة والإيمان الصحيح الغاية المقصودة حتى ذلت لهم رقاب الجبابرة ودانت لهم مقاليد الفراعنة، ولم يلههم عن القيام بواجبهم اللهو واللعب والزينة والتفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد، ولكن خلف من بعدهم خلف أضاعوا آثارهم وجهلوا حسناتهم، وعموا بهذه الأباطيل عن رؤية محاسنهم ومحاسن دينهم الذى ارتضاه لعباده الله الذى يعلم السر وأخفى.
فمما نشأ من مخالطة المسلمين للأجانب تلك البدعة الممقوتة وهى تقليدهم لهم في الأخلاق والعادات زاعمين أن في ذلك الرقى كل الرقى، ولو أنصفوا الحقيقة لعلموا أنه لا سبيل إلى الرقى والتقدم سوى الأخلاق الحسنة؛ والعلم الصحيح مصحوبًا بالعمل النافع المبنى على الحكمة والروية، ولكنها الشهوات تغلبت على العقول، وحب التقليد الأعمى استولى على المشاعر، حتى فتنوا باعتناق عادات الأجانب، ومنشأ ذلك ما يرونه من قوة الأجنبى وضعفهم، وتلك سنة الله تعالى في كل أمة أهملت أمر دينها ومالت إلى الملاذ والشهوات حتى ضعفت فاستكانت، ولقد كثر في هذا الزمان المفتون زمان التجديد (على ما يزعمون) خوض الناس في هذه المسائل الثلاث:
أولًا: لبس القبعة.
ثانيًا: تزويج المسلمة بغير المسلم.
ثالثًا: تسوية الذكر بالأنثى في الميراث، وأن بعض اللادينيين يرى أن ذلك لا بأس به، بل يعده حسنًا.
فإلى من يعنيهم أمر الحق ويهمهم شأن دينهم القويم الذى هو على الحقيقة سبيل الفلاح ومعراج الرقى الصحيح نوجه هذه النصائح لنكون قد أدينا الأمانة وخرجنا من تبعة الكتمان.
حكم لبس القبعة في الإسلام: قد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه يكره لأمته موافقة الكفار في عاداتهم وأزيائهما لا في أمورهم الدينية فقط.