بدعة ضلالة "، وروى على وجوه من طرق. ذكر سنتهم في مقابلة سنته لعلمه أنهما لا يخطئون فيما يستنيطونه من سنته بالاجتهاد. قوله؟ "وعضوا عليها بالنواجذ" أي الزموا واحرصوا عليها، كما يلزم العاض على الشئ بنواجذه خوفًا من ذهابه وتفلته، والنواجذ: الأنياب، وقيل: الأضراس وسيأتى شرح هذا الحديث مستوفى.
وفى صحيح البخارى عن حذيفة أنه قال: كان الناس يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت: يا رسول اللّه إنا كنا في جاهلية وشر -من كفر وقتل ونهب وإتيان فواحش- فجاءنا الله بهذا الخير -ببعثك ورفع منار الإسلام وهدم قواعد الكفر والضلال- فهل بعد هذا الخير -الذى نحن فيه- من شر؟ قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دخن" أي ليس خيرًا خالصًا، بل فيه كدورة بمنزلة الدخان من النار، من الفساد الاختلاف وعدم صفاء القلوب. قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون يغير هدى"، سنتى وطريقى "تعرف منهم وتنكر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول اللّه صفهم النا، قال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا". قلت: فما تأمرنى إن أدركنى ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ". العض: المراد اللزوم: أي اعتزل الناس اعتزالًا غاية بعده فإنه خير لك من الاختلاط بأهل الشر والفساد.
وفى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من سره أن يلقى اللّه غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن اللّه عزَّ وجلَّ شرع لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم صلى اللّه عليه وآله وسلم لضللتم". فتأملوا كيف جعل ترك السنة ضلالة.
وعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه آله وسلم قال: إن أحببت ألَّا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثًا برأيك "، وعنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "من اقتدى بى فهو منى ومن رغب