للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقاسموا الحنفية في الفتوى والتدريس في جميع الأمصار (١). ومذهب الشافعي موجود الآن بالوجه البحري من القطر المصري، وفي فلسطين وعدن وحضرموت، وموجود بقلة في العراق وباكستان والمملكة العربية السعودية، وهو المذهب الغالب أو الرسمي في أندونيسيا (٢) وتلامذته الذين نشروا مذهبه كثيرون، منهم العراقيون، ومنهم المصريون.

فالعراقيون هم نقلة مذهبه القديم، ومنهم الحسن بن محمد المعروف بالزعفراني المتوفى سنة ٢٦٠ هـ، وأبو علي الحسين بن علي المعروف بالكرابيسي المتوفى سنة ٢٦٤ هـ.

أما تلامذته في مصر فهم نقلة مذهبه الجديد وأشهرهم: المزني: وهو إسماعيل بن يحيى المزني، ولد سنة ١٧٥ هـ، وتوفي سنة ٢٥٤ هـ، ويعتبر أمهر أصحاب الشافعي؛ لأنّه لازمه حين حضوره إلى مصر إلى أن توفي، والشافعية يعدُّونه مجتهدا مطلقا، حيث إنه خالف إمامه في بعض آرائه، وألف في المذهب كتبا كانت سببا في نشر المذهب وحفظه، منها مختصره المطبوع على هامش كتاب (الأم) (٣).

ومنهم البويطي: وهو أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، من قرية بويط بصعيد مصر، وهو أكبر أصحاب الشافعي، تفقه على الشافعي، وحدث عنه، وكان الشافعي يعتمده في الفتيا، ويحيل عليه، وصنف مختصره المعروف في حياة الشافعي وقرأه عليه، ورشحه الشافعي ليجلس في مجلسه بعد وفاته، سجن في عهد الواثق في محنة القول بخلق القرآن، بسبب رفضه إجابتهم إلى ضلالهم، وتوفي في السجن سنة ٢٣١ هـ (٤).


(١) المقدمة: ص ٤٤٨.
(٢) المدخل، لمحمد مصطفى شلبي: ص ١٥٧.
(٣) راجع في ترجمته: وفيات الأعيان: ١/ ٢٧١، والأعلام: ١/ ٣٢٧.
(٤) راجع في ترجمته: تهذيب التهذيب: ١١/ ٢٤٧، ووفيات الأعيان: ٢/ ٢٤٦، وتاريخ بغداد: ١٤/ ٢٩٩

<<  <   >  >>