للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء، وأمروا الناس باتباع الدليل، إذا بلغهم وترك أقوالهم، وأعلنوا أنهم بشر يخطئون ويصيبون، ولم يحلوا لأحد أن يتابعهم في خطئهم إذا تبدى له ذلك، بل لم يحلوا لأحد الأخذ بمذهبهم ما لم يعلم دليلهم، وهذا يدلنا على أن المقلدين للأئمة على النحو الذي ذكرنا عاصين للأئمة، وسيتبرؤون في يوم القيامة من تقليدهم إياهم، وهذا بعض ما نقل من أقوالهم.

[١ - أبو حنيفة يرفض التقليد]

١ - حدّث أبو يوسف بن إبراهيم عن أبي حنيفة قال: "لا يحلُّ لأحد أن يفتي بقولنا ما لم يعلم من أين قلناه" (١)، قال الفلاني: "ومعنى قوله: من أين قلناه: أي ما لم يعلم دليل قولنا وحجته، وفي هذا إشارة إلى أنه لا يبيح لغيره تقليده فيما يقول بغير دليل" (٢).

٢ - ومن أقواله: "إذا صح الحديث فهو مذهبي" (٣).

٣ - وقال: "إذا قلت قولا يخالف كتاب الله، وخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاتركوا قولي" (٤).

٤ - سئل أبو حنيفة: إذا قلت قولا وكتاب الله يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لقول الله، فقيل له: إذا كان قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخالفه؟ قال: اتركوا لخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: إذا كان قول الصحابة يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لقول الصحابة رضي الله عنهم (٥).


(١) إيقاظ همم أولى الأبصار: ص ٥٢.
(٢) المصدر السابق بتصرف يسير: ٥٢.
(٣) إعلام الموقعين: ٢/ ٢٠٩، وابن عابدين في حاشيته على "البحر الرائق": ٦/ ٣٩٣.
(٤) إيقاظ همم أولي الأبصار: ٥٠.
(٥) تيسير الاجتهاد للصنعاني - مجموعة الرسائل المنيرية: ١/ ٢٦.

<<  <   >  >>