والترمذي والنسائى التي هي تمام أصول الإسلام الخمسة أو في بعضها اقتصرت أيضاً على إضافته إليها، وما خرج عنها أضيفه إلى ما تيسر إن شاء الله تعالى مبيناً صحته أو ضعفه، ومتى كان الحديث ضعيفاً بينت ضعفه، ونبهت على سبب ضعفه إن لم يطل الكلام بوصفه، وإذا كان الحديث الضعيف هو الذي احتج به المصنف أو هو الذي اعتمده أصحابنا صرحت بضعفه، ثم أذكر دليلاً للمذهب من الحديث إن وجدته، وإلا فمن القياس وغيره".
ولولا الإطالة لذكرت جهود محققي المذاهب الأخرى في تصحيح مذاهبهم، ومنهجهم الذي اتبعوه في ذلك، وقد أطال المرداوي محقق المذهب الحنبلي في بيان جهوده ومنهجه في تحقيق المذهب في مقدمة كتابه الإنصاف، وفي خاتمة كتابه، كما بين ابن عابدين مثل ذلك في تحقيقه المذهب الحنفي في كتابه القيم الموسوم بحاشية رد المختار على الدر المختار الشهير بحاشية ابن عابدين.
وفي فقه المالكية يمكنك الرجوع إلى المنهج الذي اتبعه القرافي في تحقيق المذهب في مقدمة كتابه الذخيرة.
[المطلب الخامس: اجتهاد علماء المذهب]
النوع الثالث من الجهود التي بذلها علماء كل مذهب هو اجتهادهم في معرفة الحق في المسائل التي تعرض عليهم، وبعض تلك المسائل القول فيها قديم، اختلف فيها أهل العلم من قبلهم، وقد يكون لإمامهم فيها قول أو أكثر من قول، فتراهم يجتهدون فيها، ويقررون فيها ما اقتضاه نظرهم في ضوء النصوص من الكتاب والسنة، ووفق القواعد والضوابط التي قعدت في علم الأصول، وهم في ذلك قد يوافقون قول إمامهم، وقد يخالفونه.
يقول الشاطبي في هذا اللون من الاجتهاد: "إلى هذا النوع يرجع الاجتهاد المنسوب إلى أصحاب الأئمة المجتهدين كابن القاسم وأشهب في مذهب مالك، وأبي يوسف ومحمد بن الحسن في مذهب أبي حنيفة،