للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه]

قال عبد الله بن الإمام أحمد: "قلت لأبي: أي رجل كان الإمام الشافعي؟ فإني سمعتك تكثر الدعاء له. فقال لي: كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو عنهما من عوض" (١).

وقال الإمام أحمد أيضًا: "ما أعلم أحدا أعظم منّة على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي، وإني لأدعو له في صلاتي: اللهمَّ اغفر لي ولوالدي، ولمحمد بن إدريس الشافعي" (٢).

قال ابن كثير: "قد أثنى على الشافعي غير واحد من كبار الأئمة، منهم عبد الرحمن بن مهدي، وسأله أن يكتب له كتابا في الأصول، فكتب له الرسالة، وكان يدعو له في الصلاة دائما، وشيخه مالك بن أنس، وقتيبة ابن سعيد، وقال: هو إمام، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وكان يدعو له أيضا في صلاته، وأبو عبيد، وقال: ما رأيت أفصح، ولا أعقل، ولا أورع من الشافعي، ويحيى بن أكثم القاضي، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن الحسن وغيرهم مما يطول ذكرهم وشرح أقوالهم" (٣).

وقال أبو ثور: "ما رأينا مثل الشافعي، ولا هو رأى مثل نفسه" (٤).

وقال داود بن علي الظاهري: "للشافعي من الفضائل ما لم يجتمع لغيره، من شرف نسبه، وصحة دينه ومعتقده، وسخاوة نفسه، ومعرفته بصحة الحديث وسقمه، وناسخه ومنسوخه، وحفظه الكتاب والسنة، وسيرة الخلفاء، وحسن التصنيف، وجودة الأصحاب والتلامذة، مثل أحمد بن حنبل في زهده وورعه، وإقامته على السنة" (٥).


(١) الإكمال في أسماء الرجال، انظر مشكاة المصابيح: ٣/ ٧٩٤.
(٢) المصدر السابق.
(٣) البداية والنهاية: ١٠/ ٢٥٢.
(٤) البداية والنهاية: ١٠/ ٢٥٢.
(٥) البداية والنهاية: ١٠/ ٢٥٣.

<<  <   >  >>