للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السادس: انتشار مذهب أبي حنيفة]

انتشر مذهب أبي حنيفة انتشار واسعاً، يقول ابن خلدون:

"وأما أبو حنيفة فقلده اليوم أهل العراق ومسلمة الهند والصين وبلاد المعجم كلها" (١).

وقد كان لاتصال أبي يوسف بالخلفاء العباسيين، وشدّة نفوذه عندهم، وتنصيبه على ولاية القضاء -الفضل في الانتشار السريع الذي لاقاه المذهب.

وقد مكَّن العثمانيون للمذهب في مختلف الأقطار التي حكموها، ولا يزال إلى اليوم هو المذهب السائد في العراق، وسوريا، ولبنان، والباكستان، والهند، وأفغانستان، وتركيا، وألبانيا، والبلقان، والقوقاز، والصين.

[المطلب السابع: تدوين مذهب أبي حنيفة ودواوين مذهب الحنفية]

كثيرٌ من طلحة العلم والمنتسبون إلى المذاهب المختلفة يظنون أن كل كتاب ألفه عالم في مذهب من المذاهب يمثل المذهب، فترى الباحث يزعم أن مذهب الشافعية أو الحنفية في المسألة التي يبحثها هو كذا، ويكون هذا الذي ذكره قولاً أو وجهاً ضعيفاً في المذهب، وليس هو المعتمد عند أهل ذلك المذهب، وسبب خطئه أنه رجع إلى غير الكتب المعتمدة في ذلك المذهب، أو رجع إلى كتاب من الكتب التي تحكي أقوال علماء المذهب، ولم يلتفت إلى أن القول الذي نقله قول في المذهب، ولكنه قول غير مرضي عند علماء المذهب.

وقد ذكرنا من قبل أن الإمام أبا حنيفة شاركه في وضع المذهب أربعين رجلاً من أصحابه، إلا أن هذا الديوان الذي سجّل فيه ما اتفق عليه أبو حنيفة وأصحابه لم يصل إلينا.


(١) مقدمة ابن خلدون: ٤٨٨.

<<  <   >  >>