للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى ذلك فإن التخريج أعم من النقل والتخريج، لأن التخريج يكون من القواعد الكلية.

وأما النقلُ والتخريج، فهو مختصُّ بنصوص الإمام (١).

[٧ - الصحيح والضعيف والأصح والأظهر والأقوى ونحو ذلك]

يستعمل الفقهاء في كل مذهب ألفاظاً كثيرة تحكي الخلاف في المذهب، وتبين الصحيح والضعيف فيه، أو ما هو أصح وأظهر.

وهذه الألفاظ علامات تدل المفتي على ما يفتي به، ولذا فإن علماء الحنفية يسمونها برسم المفتي.

وقد وضعت هذه الألفاظ لأهل التقليد من أتباع المذهب بعد أنَّ قل المجتهدون، وكثر المقلدون، واحتاجوا في فتاويهم أن يفتوا بالقول الصحيح أو الراجح الذي عليه الفتوى في كل مذهب من المذاهب (٢).

ومن هذه الألفاظ قولهم في حكاية الاختلاف: فيه قولان، أو روايتان، أو وجهان، ويريدون بمثل ذلك حكاية الخلاف فحسب، وليس مرادهم الترجيح بهذه الألفاظ (٣).

وإذا أرادوا بيان صحيح القول أو الرواية أو الوجه أو ضعيفها أطلقوا لفظ الصحيح والضعيف.

وإذا كان في المذهب روايتان أو قولان أو وجهان صحيحان أحدهما أصح من الآخر، قالوا في بيان أقواهما: الأصح والأظهر (٤).

فالأصح والأظهر صيغتا تفضيل، تدل كل واحدة منهما على الصحة


(١) مختصر الروضة: ٣/ ٦٤٤.
(٢) راجع: حاشية ابن عابدين: ١/ ٦٩.
(٣) الإنصاف للمرداوي: ١/ ٤.
(٤) مقدمة وسيط الغزالي: ١/ ٢٣٤.

<<  <   >  >>