للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفكر، قليل المحادثة للناس" (١)، "وكان كثير الصلاة، يقوم الليل، ويكثر من قراءة القرآن" (٢).

[المطلب الخامس: قواعد مذهبه]

الإمام أبو حنفية وارث علم مدرسة الكوفة، انتهت إليه زعامتها، وكان فيها إماما. وإذا رجعنا إلى كتاب (الآثار) لمحمد بن الحسن، وجامع عبد الرزاق، ومصنف أبن أبى شيبة، ولخصنا منها أقوال إبراهيم النخعي، فإننا نجد أقوال أبى حنيفة لا تخرج عن أقوال إبراهيم إلا في مواضع يسيرة لم يتكلم عليها إبراهيم، واستنبطها أبو حنيفة (٣)، أما قواعد مذهبه فهي:

[١ - اعتماده على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة]

نُقِلَتْ عن الإمام أبى حنيفة أقوال تدلُّ على الأصول التي بنى عليها مذهبه، فمن ذلك أنه قال: آخذ بكتاب الله إذا وجدت فيه الحكم، وإلا فسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول - صلى الله عليه وسلم - أخذت يقول أصحابه، آخذ يقول من شئت منهم، وأدع قول من شئت، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فأمّا إذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي، وابن سيرين، وعطاء، وسعيد بن المسيب، فإني أجتهد كما اجتهدوا (٤).

وقيل لأبي حنيفة: إذا قلت قولا وكتاب الله يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لكتاب الله، فقيل: إذا كان خبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: إذا كان قول الصحابة يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لقول الصحابة (٥).


(١) الإكمال. انظر المشكاة: ٣/ ٧٩١، إحياء علوم الدين: ١/ ٢٨.
(٢) المصدران السابقان.
(٣) انظر الفكر السامي: ١/ ٣٥٤.
(٤) تاريخ بغداد: ١٣/ ٣٦٨، والانتقاء، لابن عبد البر: ١٤٣.
(٥) إيقاظ الهمم: ٥.

<<  <   >  >>