للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الإجماع الأحاديث الصحيحة الثابتة؟ يقول ابن القيم: "من المحال عادة أن يجمعوا على شيء نقلا متصلا من عندهم إلى زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وتكون السنة الصحيحة الثابتة قد خالفته، هذا من أبين الباطل" (١).

[المطلب السابع تدوين مذهب مالك ودواوين مذهب المالكية]

دوَّن الإمام مالك كتابه (الموطأ)، وهو كتاب خلط فيه الحديث بفقه الصحابة والتابعين، وما تبين له وذهب إليه، وقد بينا منهجه الذي سار عليه في تأليفه وفقهه.

وكان الإمام مالك في تدريسه ينهج الطريقه الإلقائية الخالية من المناقشة والجدال مع تلامذته، وكان تلامذته يدونون ما يروي لهم من أحاديث وآثار، وما يقوله من فتاوى في المسائل التي تعرض عليه، وكان لا يجيب إلا على المسائل الواقعة، وينفر من الفقه الافتراضي.

وفقه مالك ليس مقصورا على (الموطأ)، فقد تلقى تلامذته عنه فقهه وحفظوه، ونقلوه إلى مختلف أصقاع العالم الإسلامي.

وأشهر الكتب في الفقه المالكي بعد (الموطأ) كتاب (المدونة) لسحنون، وأصل المدونة هو كتاب الأسدية، نسبة إلى أسد بن الفرات المتوفى سنة ٢١٣ هـ.

أدرك أسد بن الفرات الإمام مالك وأخذ عنه الموطأ، ثم ارتحل إلى العراق، فالتقى هناك بتلامذة الإمام أبي حنيفة، وتفقه بهم، وأخذ فقه الحنفية مجردًا، وحمله إلى ابن القاسم، ليقول له ما يراه مالك في تلك المسائل (٢).


(١) إعلام الموقعين: ٢/ ٤٢٣.
(٢) الفكر السامي: ٢/ ٩٥. مقدمة ابن خلدون: ص ٨٠٦.

<<  <   >  >>