للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أحمد بن سعيد الرازي: "ما رأيت أسود رأس أحفظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد" (١).

وقال الخلال: "كتب أحمد فقه الرأي وحَفِظها، ثمَّ لم يلتفت إليها، وكان إذا تكلم في الفقه تكلم كلام رجل قد انتقد العلوم، فتكلم عن معرفة" (٢).

الثاني: وقد بينه الإِمام أبو الوفاء علي بن عقيل قال: "ومن عجيب ما نسمعه عن هؤلاء الجهال أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه، لكنه محدث، وهذا غاية الجهل؛ لأنّه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم، وخرج عنه دقيق الفقه ما ليس نراه لأحد منهم، وانفرد بما سلموه له من الحفظ، وشاركهم، وربما زاد على كبارهم".

ثمَّ ذكر مسائل دقيقه مما استنبطه الإمام، ثمَّ قال: "ومما وجدنا من فقه أحمد ودقة علمه أنه سئل عن رجل نذر أن يطوف بالبيت على أربع، قال: يطوف طوافين، ولا يطوف على أربع، كأنه نظر إلى المشي على أربع فرآه مثله، وخروجا عن صورة الحيوان إلى التشبه بالبهائم، فصانه وصان البيت عن الشهرة، ولم يبطل حكم القضية في المشي على اليدين، بل أبدلها بالرِّجلين اللتين هما آلة المشي" (٣).


(١) المدخل، لابن بدران: ٣٧.
(٢) المدخل، لابن بدران: ٣٧.
(٣) المصدر السابق.

<<  <   >  >>