ومما يحسن أن ينبه طلبة العلم عليه أن المرداوي في مقدمة كتابه (الإنصاف) وخاتمته ذكر المصطلحات الواردة في كتاب (المقنع) وكتاب (الإنصاف) وطريقة تحقيق المذهب، وهو بذلك يضع خلاصة جيدة لمصطلحات الفقه الحنبلي، التي تبصر طالب العلم، وتعرفه بالمذهب ومصطلحاته، وطرق التعرف على المذهب عند الحنابلة.
ومن الكتب التي خدمت المقنع كتاب (المطلع على أبواب المقنع) لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي المتوفى سنة ٧٠٩ هـ، قصد مؤلفه من تأليفه كما يقول في مقدمة مؤلفه: شرح ألفاظ المقنع المشكلة (١).
فهذا الكتاب ليس شرحا للمقنع، بل هو شرح للغاته، مثله في ذلك مثل كتاب "المغرب" للحنفية، وكتاب "المصباح المنير" للشافعية.
ومما ينبغي التنبيه إليه أن البعلي ترجم للأعلام الذين ورد ذكرهم في كتاب (المقنع)، وهذه خدمة ثانية للمقنع تضاف إلى شرحه غريب المقنع.
والحقيقة أن هذا الكتاب يعتبر شرحا لغريب فقه الحنابلة، إلا أن المؤلف تتبع غريب المقنع بحسب ورودها في الكتاب، وهذا مفيد لمن يطالع الكتاب، فيرجع إلى الغريب الذي يشكل عليه في (المطلع). أما الذي يريد أن يبحث عن لفظة أشكلت عليه لا يعرف موضعها من الكتاب؛ فإن الاستفادة من الكتاب لهذا الصنف من الناس قليلة، والأفضل من ذلك أن يرتب الغريب على الطريقة المعجمية، وقد جمع المكتب الإسلامي بين الحسنيين، فطبع الكتاب كما صنفه مؤلفه من غير تغيير، ثم جعل له معجما مرتبا على الحروف، يشير إلى موضع كل لفظة وردت في الكتاب بالأرقام.
وممن شرح (المقنع) الشيخ سعد الدين مسعود الحارثي المتوفى سنة ٧١١ هـ، والشيخ أبو المحاسن يوسف بن محمد المقدسي المتوفى سنة ٧١٩ هـ،