للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«دَبَّةٌ» وَالدَّبَّةُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ، حَيِّزٌ مِنْ الرَّمْلِ غَيْرُ سَائِبٍ كَالدُّفِّ، وَلَكِنَّ الدَّبَّةَ مَعْرُوفَةٌ بِعَيْنِهَا تَنْظُرُ إلَيْهَا مِنْ بَدْرٍ قِبْلَةُ الْمُصَلِّي، فَإِذَا كَانَتْ الْأُولَى فَقَدْ يَكُونُ غُيِّرَ اسْمهَا تَبَرُّكًا بِمُرُورِهِ فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ الثَّانِيَةَ، فَهَذَا يَعْنِي أَنَّهُ جَزَعَ وَادِي يَلْيَلَ وَتَرَكَ الصَّدْمَتَيْنِ يَمِينَهُ وَكُلَّ بَدْرٍ، ثُمَّ جَاءَ بَدْرًا مِنْ الْجَنُوب مَارًّا بِمَفِيضِ شِعْبِ أُدْمَانَ، ثُمَّ جَزَعَ وَادِي يَلْيَلَ مَرَّةً أُخْرَى حَتَّى نَزَلَ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا، وَهَذَا الْأَمْرُ فِيهِ مَشَقَّةٌ، إلَّا أَنْ تَكُونَ خُطَّةً حَرْبِيَّةً، ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ جَاءَ مُنْحَدِرًا مَعَ وَادِي يَلْيَلَ لَا بُدَّ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ الصَّدْمَتَيْنِ، وَهُمَا مَضِيقٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَحْتَلَّهُمَا الْعَدُوُّ فَيُبَاغِتُهُ. وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّك لَا تَسْأَلُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ حَتَّى يُشِيرَ إلَى الدَّبَّةِ الْوَاقِعَةِ جَنُوب بَدْرٍ، وَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا هِيَ الْوَارِدَةُ فِي السِّيرَةِ.

دِجْلَةُ بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْجِيمِ، وَلَامٍ مَفْتُوحَةٍ وَهَاءٍ: جَاءَتْ فِي قَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

وَأَخُو الْحَضْرِ إذْ بَنَاهُ وَإِذْ تُجْ

ـبَى إلَيْهِ دِجْلَةُ وَالْخَابُورُ

شَادَهُ مَرْمَرًا وَجَلَّلَهُ كِلْ

سًا فَلِلطَّيْرِ فِي ذَرَاهُ وُكُورُ

لَمْ يَهَبْهُ رَيْبُ الْمَنُونِ فَبَانَ

الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورٌ

وَدِجْلَةُ مِنْ أَشْهَرِ أَنْهَارِ الْعَرَبِ، تَأْتِي مِنْ جِبَالِ الْأَنَاضُولِ فَتَلْتَقِي بِالْفُرَاتِ فَيُكَوِّنَانِ شَطَّ الْعَرَبِ، وَعَلَى ضَفَّتَيْ دِجْلَةَ

<<  <   >  >>