للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلَيْتَ الَّذِينَ ضُرِّجُوا بِدِمَائِهِمْ ... يَرَى مَا بِهِمْ مَنْ كَانَ بَيْنَ الْأَخَاشِبِ

قُلْت: الْأَخَاشِبُ - هُنَا - جِبَالُ مَكَّةَ، فَالْجَبَلَانِ اللَّذَانِ عَنْ يَمِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَيَسَارِهِ، يُقَالُ لَهُمَا: الْأَخْشَبَانِ، وَهُمَا: قُعَيْقِعَانُ وَأَبُو قُبَيْسٍ، وَيُقَالُ لِجَبَلَيْ مِنًى أَيْضًا الْأَخْشَبَانِ، وَالْجَبَلَانِ اللَّذَانِ يَمُرُّ الْحَاجُّ بَيْنَهُمَا لَيْلَةَ النَّفْرِ مِنْ عَرَفَةَ، أَخْشَبَانِ أَيْضًا، وَهُمَا حَدُّ الْمُزْدَلِفَةِ مِمَّا يَلِي عَرَفَةَ.

الْأُخْدُودُ وَهُوَ حُفْرَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فَالْأَرْضُ كَالْخَنْدَقِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: فَمَلَكُوهُ - يَعْنِي ذَا نَوَّاس ٍ - وَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ حِمْيَرُ وَقَبَائِلُ الْيَمَنِ، فَكَانَ آخِرُ مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَهُوَ صَاحِبُ الْأُخْدُودِ.

وَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّصَّ الْوَحِيدَ الَّذِي ذَكَرَ الْأُخْدُودَ، وَلَكِنَّنَا كَمَا قَدَّمْنَا لَسْنَا مَعْنِيِّينَ بِاسْتِقْصَاءِ النُّصُوصِ إنَّمَا تَحْدِيدُ الْمَعَالِمِ الْوَارِدَةِ فِي السِّيرَةِ، وَقَدْ سُمِّيَتْ مَدِينَةُ نَجْرَانَ - آنَذَاكَ - الرَّئِيسِيَّةُ «مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ» وَهِيَ الْيَوْمَ آثَارٌ ذَاتُ مَبَانٍ مُنْكَرَةٍ، وَخُيِّلَ إلَيَّ أَنَّنِي وَجَدْت الْأُخْدُودَ فِي الْمَدِينَةِ، بَلْ وَجَدْت الرَّمَادَ فِيهِ، وَوَصَفْت ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِي «بَيْنَ مَكَّةَ وَحَضْرَمَوْتَ». وَلَيْسَ فِي نَجْرَانَ مَنْ يَجْهَلُ مَدِينَةَ الْأُخْدُودِ، وَقَدْ أُقِيمَتْ بِجِوَارِهَا مَدْرَسَةٌ سُمِّيَتْ مَدْرَسَةَ الْأُخْدُودِ. وَقَدْ ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُتِلَ أَصْحَابُ

<<  <   >  >>