للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثَبِيرٌ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ، ثُمَّ مُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ وَرَاءٍ: جَاءَ فِي قَوْلِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَامِرٍ:

لَاهُمَّ أَخْزِ الْأَسْوَدَ بْنَ مَقْصُودٍ

الْآخِذَ الْهَجْمَةَ فِيهَا التَّقْلِيدْ

بَيْنَ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ فَالْبَيْدُ

يَحْبِسُهَا وَهِيَ أُولَاتِ التَّطْرِيدْ

قُلْت: ثَبِيرٌ إذَا أُطْلِقَ، هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى مَكَّةَ مِنْ الشَّرْقِ، وَيُشْرِفُ عَلَى مِنًى مِنْ الشَّمَالِ، وَيُنَاوِحُ حِرَاءً مِنْ الْجَنُوب، وَقَدْ أَفَضْت فِي ذِكْرِ الْأَثْبِرَةِ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ الْمُعْجَمِ، وَفِي مَعَالِمِ مَكَّةَ، فَكَرِهْت التَّكْرَارَ. وَيُسَمِّيهِ الْيَوْمَ أَهْلُ «مَكَّةَ جَبَلَ الرَّخَمِ».

الثَّنَايَا جَمْعُ ثَنِيَّةٍ، وَهِيَ الْمَسْلَكُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ: جَاءَتْ فِي وَصْفِ هَزِيمَةِ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَتَوَجَّهَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ - يَقْصِدُ الْيَمَانِيَّةَ - وَلَمْ يَكُنْ فِيمَنْ تَوَجَّهَ نَحْوَ نَخْلَةَ إلَّا بَنُو غَيْرَةَ مِنْ ثَقِيفٍ، وَتَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَلَكَ فِي نَخْلَةَ مِنْ النَّاسِ، وَلَمْ تَتْبَعْ مَنْ سَلَكَ الثَّنَايَا.

قُلْت: الثَّنَايَا، تَخْرُجُ أُولَاهَا مِنْ رَأْسِ حُنَيْنٍ عَلَى قَرَابَةِ (٥٠) كَيْلًا شَرْقَ مَكَّةَ، ثُمَّ تُقَابِلُهَا أُخْرَى قُرْبَ قَرْيَةِ الْخُلَيْصَةِ، ثُمَّ أُخْرَى تُخْرِجُك عَلَى وَادِي قَرْنِ الْمَنَازِلِ

<<  <   >  >>