الْقَاحَةُ ٢٤٥ - بَعْدَ الْقَافِ وَالْأَلِفِ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ، ثُمَّ تَاءٌ مَرْبُوطَةٌ: كَثِيرَةُ الذِّكْرِ فِي السِّيرَةِ، وَرَدَتْ فِي ذِكْرِ مُهَاجَرَتِهِ، وَحَجِّهِ، وَجَمِيعِ سَفَرَاتِهِ إلَى مَكَّةَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَلِكَ أَنَّهَا عَلَى الْمَحَجَّةِ مِنْ دَرْبِ الْأَنْبِيَاءِ. وَالْقَاحَةُ: وَادٍ فَحْلٌ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ يَقَعُ أَوَّلَهُ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاحِلَ، وَيَسِيرُ فِيهِ الطَّرِيقُ مَرْحَلَتَيْنِ، وَفِيهِ مَدِينَةُ السُّقْيَا - سُقْيَا مُزَيْنَةَ - ثُمَّ يَجْتَمِعُ بِوَادِي الْفُرُعِ فَيُسَمَّى الْوَادِي الْأَبْوَاءَ، عَلَى سِتِّ مَرَاحِلَ مِنْ الْمَدِينَةِ وَخَمْسٍ مِنْ مَكَّةَ، سُكَّانُهُ - الْيَوْمَ - اللُّهَبَةُ مِنْ عَوْفٍ مِنْ حَرْبٍ، فِي أَعْلَاهُ، وَالْعُبَدُ مِنْ بَنِي عَمْرٍو مِنْ حَرْبٍ فِي أَسْفَلِهِ، وَلَهُمْ السُّقْيَا وَتَعْهِنُ، وَغَيْرُهَا. وَفِي الْقَاحَةِ صَارَ الْخَلْطُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَاجَّةِ - بِالْفَاءِ وَالْجِيمِ - وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.
الْقَادِسِيَّةُ كَمُؤَنَّثِ الْقَادِسِ: جَاءَتْ فِي تَرَاجِمِ مَنْ قُتِلَ فِي مَوْقِعَةِ الْقَادِسِيَّةِ. وَكَانَتْ مَوْقِعَةُ الْقَادِسِيَّةِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَقَائِعِ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْفُرْسِ، قَالَ أَهْلُ الْأَخْبَارِ: مَا زَالَ الْفُرْسُ هُمْ الْغَالِبُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الْعَرَبِ، حَتَّى حَدَثَ يَوْمُ ذِي قَارٍ - قُرْبَ الْبَصْرَةِ - فَانْتَصَفَ الْعَرَبُ مِنْ الْفُرْسِ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمُونَ إلَى فَتْحِ فَارِسَ سَخِرَتْ مِنْهُمْ الْفُرْسُ وَاحْتَقَرَتْهُمْ، فَكَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ، أَعْظَمَ يَوْمٍ انْهَزَمَ فِيهِ الْفُرْسُ وَزَالَتْ دَوْلَتُهُمْ.
كَانَتْ الْقَادِسِيَّةُ بِقِيَادَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ سَنَةَ ١٦ لِلْهِجْرَةِ، فَكَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ وَقَائِعِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute