نَخْبٌ بِفَتْحِ النُّونِ، وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَآخِرُهُ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: وَأَمَرَ وَهُوَ بِلِيَّةَ، بِحِصْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْف ٍ (النَّصْرِيِّ) فَهُدِمَ، ثُمَّ سَلَكَ فِي طَرِيقٍ يُقَالُ لَهَا الضَّيِّقَةُ، فَلَمَّا تَوَجَّهَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا، فَقِيلَ لَهُ: الضَّيِّقَةُ، فَقَالَ: بَلْ هِيَ الْيُسْرَى، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى نَخْبٍ، حَتَّى نَزَلَ تَحْتَ سِدْرَةِ الصَّادِرَةِ.
هَذَا النَّصُّ، هُوَ تَكْمِلَةٌ لِلْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي «قَرْنٍ» أَيْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى الطَّائِفَ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ ثُمَّ حَلَّقَ مِنْ شَرْقِيِّهَا، ثُمَّ جَاءَهَا مِنْ الْجَنُوبِ، وَهُوَ مَا يُسَمِّيهِ الْعَسْكَرِيُّونَ التَّطْوِيقَ، وَهِيَ خُطَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ حَكِيمَةٌ، إذْ حَالَ بَيْنَ ثَقِيفٍ وَمَدَدِهِمْ مِنْ بَنِي نَصْرٍ الْقَاطِنِينَ شَرْقَ وَجَنُوبَ الطَّائِفِ، وَبَيْنَ ثَقِيفٍ وَبَيْنَ أَمْوَالِهِمْ فِي لِيَّةَ وَمَا حَوْلَهَا. وَفِي هَذَا النَّصِّ:
١ - نَخْبٌ: وَادٍ صَغِيرٌ يَمُرُّ جَنُوبَ الطَّائِفِ عَلَى قَرَابَةِ خَمْسَةِ أَكْيَالٍ، ثُمَّ يَصُبُّ فِي لِيَّةَ مِنْ ضَفَّتِهَا الْيُسْرَى. وَأَهْلُهُ الْيَوْمَ وَقْدَانُ مِنْ عُتَيْبَةَ.
٢ - حِصْنُ مَالِكٍ: مَعْرُوفٌ الْيَوْمَ قُرْبَ بَحْرَةِ الرُّغَاءِ، مُهَدَّمٌ.
٣ - الْيُسْرَى: تَلْعَةٌ بَيْنَ لِيَّةَ وَنَخْبٍ، تَصُبُّ فِي لِيَّةَ عَلَى مَرْأًى مِنْ بَحْرَةِ الرُّغَاءِ، وَمَا زَالَتْ تُسَمَّى الْيُسْرَى كَمَا سَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute