جَاءَتْ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: وَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى تَبُوكَ، أَتَاهُ يُوحَنَّا بْنُ رُؤْبَةَ صَاحِبُ أَيْلَةَ، فَصَالَحَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ، وَأَتَاهُ أَهْلُ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ، فَأَعْطَوْهُ الْجِزْيَةَ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ كِتَابًا فَهُوَ عِنْدَهُمْ.
قُلْت: جَرْبَاءُ وَتُنْطَقُ الْجَرْبَاءُ بِالتَّعْرِيفِ وَكَذَلِكَ وَرَدَتْ فِي «مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ»، وَهِيَ وَأَذْرُحُ مُتَلَازِمَتَيْنِ أَبَدًا، كَمَا يُقَالُ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، أَوْ دِجْلَةُ وَالْفُرَاتُ.
وَهُمَا الْيَوْمَ قَرْيَتَانِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ، تَقَعَانِ شَمَالَ غَرْبِيِّ مَدِينَةِ مَعَانَ عَلَى قَرَابَةِ ٢٢ كَيْلًا، وَطَرِيقُهُمَا يَفْرُقُ مِنْ مَدِينَةِ مَعَانَ، إذَا كُنْت سَائِرًا فِي مَعَانَ مُتَّجَهًا إلَى عُمَان رَأَيْت لَوْحَةً تُشِيرُ إلَى الْيَسَارِ، كُتِبَ عَلَيْهَا: إلَى (أَذْرُحَ وَالْجَرْبَا) وَقَدْ ظَهَرَتْ أَذْرُحُ عَلَى الْخَرِيطَةِ الْمُرْفَقَةِ بِرَسْمِ (مُؤْتَةَ)، وَمَنْ قَالَ: بَيْنَ أَذْرُحَ وَالْجَرْبَاءِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَهُوَ خَطَأٌ وَلَعَلَّهُ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ إلَى حَدٍّ مَا.
جُرَشُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَآخِرُهُ شِينٌ مُعْجَمَةٌ:
جَاءَتْ فِي النَّصِّ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي «أَبْيَن» وَهِيَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ قَائِمَةً إلَى الْقَرْنِ الرَّابِعِ، وَفِي عَهْدِ النَّبِيِّ كَانَتْ تُعْتَبَرُ مِنْ الْمُدُنِ الْمُتَطَوِّرَةِ عَسْكَرِيًّا إذْ جَاءَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ كَانُوا بِجُرَشَ أَثْنَاءَ حِصَارِ الطَّائِفِ يَتَدَرَّبُونَ عَلَى الدَّبَّابَاتِ وَالْمَجَانِيقِ.
ثُمَّ انْدَثَرَتْ جُرَشُ، وَتُوجَدُ آثَارُهَا الْيَوْمَ قُرْبَ خَمِيسِ مُشَيْطٍ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute