قُلْت: حَدَّدَهُ ابْنُ إسْحَاقَ بِسَاعَةِ مِنْ نَهَارٍ، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّهُ غَرْبِيِّ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الْعَائِدِ مِنْ تَبُوكَ، وَنَقَلَ يَاقُوتٌ قَوْلَ ابْنِ إسْحَاقَ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ فَعَلَ الْبَكْرِيُّ. وَلَا قَوْلَ فِيهِ غَيْرَ قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ، إلَّا أَنَّ الْبَكْرِيَّ شَكَّك فِي صِحَّةِ الِاسْمِ وَقَالَ: أَظُنُّهُ (أَرْوَانُ) ثُمَّ أَلْمَحَ إلَى بِئْرِ ذَرْوَانَ، وَلَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ.
الْأَوْرَالُ جَمْعُ وَرَلٍ، وَهُوَ حَشَرَةٌ تُشْبِهُ الضَّبَّ: ذُكِرَتْ فِي (بُسَّ).
أُورْشَلِيمُ اُنْظُرْ قَرْطَاجَنَّة وَالْقُدْسَ.
أَوْطَاسٌ كَأَنَّهُ جَمْعُ وَطَسٍ: جَاءَ فِي ذِكْرِ يَوْمِ حُنَيْنٍ، قَالَ: سَأَلَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: بِأَيِّ وَادٍ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: بِأَوْطَاسٍ، قَالَ: نِعْمَ مَجَالُ الْخَيْلِ = إِ لَا حَزْنٍ. ضَرِسٍ وَلَا سَهْلٍ دَهْسٍ.
قُلْت: وَقَوْلُ دُرَيْدٍ هَذَا حَدَا بِبَعْضِ الْبَاحِثِينَ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ أَوْطَاسًا مِنْ حُنَيْنٍ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، بَلْ هُوَ بَعِيدٌ عَنْهُ، فَأَوْطَاسٌ سَهْلٌ يَقَعُ عَلَى طَرِيقِ حَاجِّ الْعِرَاقِ إذَا أَقْبَلَ مِنْ نَجْدٍ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ الْحَرَّةَ، فَالْحَاجُّ، حَاجُّ الْبَصْرَةِ - إذَا تَسَهَّلَ مِنْ كَشْبٍ مَرَّ بِطَرَفِ وَجْرَةَ الشَّمَالِيِّ، ثُمَّ فِي غَمْرَةَ، وَبِهَا بِرْكَةٌ تُنْسَبُ إلَى زُبَيْدَةَ، ثُمَّ يَجْزَعُ وَادِي الْعَقِيقَ - وَلَيْسَ هَذَا بِعَقِيقِ الْمَدِينَةِ - ثُمَّ يَسِيرُ فِي أَوْطَاسٍ سَاعَةً، فَهِيَ ضَفَّةُ الْعَقِيقِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يَصْعَدُ الْحَرَّةَ فَيَرِدُ الضَّرِيبَةَ الْمِيقَاتَ، فَهِيَ شَمَالَ شَرْقِيِّ مَكَّةَ، وَشَمَالَ بَلْدَةِ عُشَيْرَةَ، وَتَبْعُدُ عَنْ مَكَّةَ قَرَابَةَ (١٩٠) كَيْلًا عَلَى طَرِيقٍ مُتَعَرِّجَةٍ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute