للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسِتَّةَ عَشَرَ كَيْلًا عَلَى الْجَادَّةِ إلَى مَكَّةَ، أَيْ عَلَى (٦٤) كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ، وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ بِبَرْقَاءِ الْغَمِيمِ، ذَلِك أَنَّهَا بَرْقَاءُ فِي تَكْوِينِهَا.

وَالْبَرْقَاءُ وَالْأَبْرَقُ وَالْبُرْقَةُ: مُرْتَفَعٌ تَخْتَلِطُ فِيهِ الْحِجَارَةُ بِالرَّمْلِ.

كَشْرٌ بِفَتْحِ الْكَافِ، وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ رَاءٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ أَهْلُ جُرَشٍ بَعَثُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْمَدِينَةِ يَرْتَادَانِ وَيَنْظُرَانِ، فَبَيْنَا هُمَا عِنْدَهُ عَشِيَّةً بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، إذْ قَالَ: بِأَيِّ بِلَادِ اللَّهِ شُكْرٌ؟ فَقَامَ إلَيْهِ الْجُرَشِيَّانِ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِبِلَادِنَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ كَشْرٌ ; وَبِذَلِكَ يُسَمِّيهِ أَهْلُ جُرَشٍ، فَقَالَ: إنَّهُ لَيْسَ بِكَشْرِ، وَلَكِنَّهُ شُكْرٌ ; قَالَا: فَمَا شَأْنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إنَّ بُدْنَ اللَّهِ لَتُنْحَرُ عِنْدَهُ الْآنَ.

قُلْت: هَذَا الْجَبَلُ ظَهَرَ فِي بَعْضِ الْمُخَطَّطَاتِ قُرْبَ خَمِيسِ مُشَيْطٍ، بِاسْمِ شُكْرٍ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَجُرَشٌ - كَمَا تَقَدَّمَ - قَرِيبَةٌ مِنْ خَمِيسِ مُشَيْطٍ، وَكِلَاهُمَا شَرْقِيَّ أَبْهَا إلَى الشَّمَالِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ كَيْلًا.

الْكَعْبَاتُ (ذُو. .) كَجَمْعِ كَعْبَةٍ.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ ذُو الْكَعْبَاتِ لِبَكْرِ وَتَغْلِبَ ابْنَيْ وَائِلٍ وَإِيَادِ - بْنِ نِزَارٍ - بِسِنْدَادَ، وَلَهُ يَقُولُ أَعْشَى بَنِي قَيْسٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ:

بَيْنَ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ

<<  <   >  >>