للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَبَالَةُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقَهُ، وَالْمُوَحَّدَةِ، وَأَلِفٍ وَلَامٍ ثُمَّ هَاءٍ: جَاءَ ذِكْرُهَا مَعَ الشَّظَاةِ.

وَهُوَ وَادٍ فَحْلٌ ذُو قُرًى وَمِيَاهٍ وَنَخْلٍ، يَقَعُ جَنُوبَ شَرْقِيِّ الطَّائِفِ عَلَى قَرَابَةِ (٢٠٠) كَيْلٍ. يَسِيلُ مِنْ سَرَاةِ غَامِدٍ وبلقرن، مِنْ نَوَاحِي الْبَاحَةِ وبلجرشي وَمَا وَالَاهُمَا جَنُوبًا، ثُمَّ يَتَّجِهُ شَرْقًا فَيَصُبُّ فِي بِيشَةَ، فَهُوَ أَحَدُ رَوَافِدِ وَادِي بِيشَةَ، وَأَهْلُهُ شَهْرَانُ. وَذِكْرُهُ فِي كُتُبِ الْمُتَقَدِّمِينَ غَيْرُ خَامِلٍ. وَعَلَيْهِ الْمَثَلُ: «أَهْوَنُ مِنْ تَبَالَةَ عَلَى الْحُجَّاجِ».

تَبُوكُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ، وَضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ، وَبَعْدَ الْوَاوِ كَافٌ: ذَكَرَهَا ابْنُ إسْحَاقَ فِي خَبَرٍ مُطَوَّلٍ، فِي غَزْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسَمَّاةِ غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَجَيْشَ الْعُسْرَةِ، وَكَانَتْ فِي زَمَنِ عُسْرَةٍ، وَفِي فَصْلِ الصَّيْفِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، كَانَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلْهِجْرَةِ. قُلْت: تَبُوكُ، كَانَتْ مَنْهَلًا مِنْ أَطْرَافِ الشَّامِ، وَكَانَتْ مِنْ دِيَارِ قُضَاعَةَ تَحْتَ سُلْطَةِ الرُّومِ.

وَقَدْ أَصْبَحَتْ الْيَوْمَ مَدِينَةً مِنْ مُدُنِ شَمَالِ الْحِجَازِ الرَّئِيسِيَّةِ، لَهَا إمَارَةٌ تُعْرَفُ بِإِمَارَةِ تَبُوكَ، وَهِيَ تَبْعُدُ عَنْ الْمَدِينَةِ شَمَالًا (٧٧٨) كَيْلًا عَلَى طَرِيقٍ مُعَبَّدَةٍ تَمُرُّ بِخَيْبَر وَتَيْمَاءَ، وَقَدْ مَرَّتْ بِهَا سِكَّةُ حَدِيدِ الْحِجَازِ سَنَةَ ١٣١٢ هـ، وَهِيَ سِكَّةٌ عُطِّلَتْ إبَّانَ الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرَى، وَلَا زَالَتْ مُعَطَّلَةً.

<<  <   >  >>