للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَدَأَتْ مِنْ الرَّطْبَةِ وَانْتَهَتْ فِي سَفْوَانَ عَلَى حُدُودِ الْكُوَيْتِ. وَفِي مَادَّةِ الْقَادِسِيَّةِ مُخَطَّطٌ يُبَيِّنُ مَوْقِعَ مَيْسَانَ.

مَيْطَانُ عَلَى وَزْنِ فَعْلَانَ وَبَعْدَ الْمِيمِ مُثَنَّاةٌ تَحْتُ، وَالطَّاءُ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ جَبَلِ بْنِ جَوَّالٍ الثَّعْلَبِيِّ، يَرُدُّ عَلَى حَسَّانَ فِي شِعْرِهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي «الْبُوَيْرَةِ»:

وَأَقْفَرَتْ الْبُوَيْرَةُ مِنْ سَلَامٍ

وَسَعْيَةُ وَابْنُ أَخْطَبَ فَهِيَ بُورُ

وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدَتِهِمْ ثِقَالًا

كَمَا ثَقُلَتْ بِمَيْطَانَ الصُّخُورُ

قُلْت: مَيْطَانُ: لَابَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ وَجْهِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ الشَّرْقِيَّةِ الشَّرْقِيِّ، تَفِيءُ عَلَى الْعَقِيقِ الشَّرْقِيِّ، وَهِيَ الْيَوْمَ مِنْ دِيَارِ عَوْفٍ مِنْ حَرْبٍ.

مِينَاءٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتُ ثُمَّ نُونٍ مَمْدُودٌ:

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ وَهُوَ يُعَدِّدُ سَرَايَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ نَحْوَ مَدْيَن. . . فَأَصَابَ سَبْيًا مِنْ أَهْلِ مِينَاءٍ، وَهِيَ السَّوَاحِلُ.

قُلْت: وَبِنَفْسِ النَّصِّ حُدِّدَ (مِينَاءٌ) بِأَنَّهُ سَوَاحِلُ مَا حَوْلَ مَدْيَن، أَيْ سَوَاحِلُ خَلِيجِ الْعَقَبَةِ. وَلَعَلَّهُ قَصَدَ الْمَوَانِئَ فَأَفْرَدَهَا، لِأَنَّ هَذَا الْخَلِيجَ عَلَيْهِ مَوَانِئُ، كَانَ مِنْ أَهَمِّهَا (مُقَنَّى) وَحَقْلٌ، وَأَيْلَةُ، الْمَعْرُوفَةُ الْيَوْمَ بِالْعَقَبَةِ. وَأَرْضُ مَدْيَن: هِيَ الْأَرْضُ الْمُحَاذِيَةُ لِشَطِّ خَلِيجِ الْعَقَبَةِ الشَّرْقِيِّ، مِنْ مَدِينَةِ الْعَقَبَةِ شَمَالًا حَتَّى ضَبَّةَ جَنُوبًا.

<<  <   >  >>