وَالْمَرَوْرَاةُ أَرْضٌ كَانَتْ قُرْبَ رَحْرَحَانَ، شَرْقَ الْمَدِينَةِ.
الْمَرْوَةُ (. .) بِاسْمِ الْحَصَاةِ الْبَيْضَاءِ الْمُورِيَةِ نَارًا. جَاءَتْ فِي النَّصِّ: كَانَ بَيْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وَبَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - وَكَانَ وَالِيَ الْمَدِينَةِ - مُنَازَعَةٌ فِي مَالٍ كَانَ بَيْنَهُمَا بِذِي الْمَرْوَةِ.
قُلْت: ذُو الْمَرْوَةِ لَهُ ذِكْرٌ كَثِيرٌ فِي كُتُبِ التَّارِيخِ وَالْجُغْرَافِيَا، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إلَى حَصَاةٍ بَيْضَاءَ بَارِزَةٍ مِنْ نَوْعِ الْمَرْوِ، يَقَعُ عِنْدَ مَفِيضِ وَادِي الْجَزْلِ إذَا دَفَعَ فِي إضَمٍ، شَمَالَ الْمَدِينَةِ عَلَى قَرَابَةِ ثَلَاثِ مِائَةِ كَيْلٍ، وَمَا زَالَتْ مَعْرُوفَةً بِهَذَا الِاسْمِ.
الْمُرَيْسِيعُ كَأَنَّهُ تَصْغِيرُ مَرْسُوعٍ، وَآخِرُهُ عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ ذِكْرُهُ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَجْمَعُونَ لَهُ، وَقَائِدُهُمْ الْحَارِثُ بْنُ ضِرَارٍ، فَخَرَجَ إلَيْهِمْ حَتَّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاءٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْمُرَيْسِيعُ، مِنْ نَاحِيَةِ قُدَيْدٍ إلَى السَّاحِلِ.
قُلْت: الْمُرَيْسِيعُ، جِزْعٌ مِنْ وَادِي «حَوْرَةَ» أَحَدِ رَوَافِدِ سِتَارَةَ، فِيهِ آبَارٌ زِرَاعِيَّةٌ، وَنُزُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَمَاؤُهُ غَيْلٌ يَسِيحُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَأَهْلُهُ يَقُولُونَ: «الْمُرَيْصِعُ» وَهِيَ عَادَةُ الْبَادِيَةِ فِي قَلْبِ أَمْثَالِهِ لِتَقَارُبِ مَخَارِجِ الْحُرُوفِ.
وَسِتَارَةُ وَقُدَيْدٌ وَادٍ وَاحِدٌ، إنَّمَا الَّذِي أَوْهَمَ فِي تَحْدِيدِهِ حَتَّى ظَنَّهُ كَثِيرٌ مِنْ الْبَاحِثِينَ مِنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute