عَلَيْهِمْ مِنْ عَدَنَ، فَلَا يَتْرُكُ أَحَدًا مِنْهُمْ بِالْيَمَنِ.
وَهَذَا فِي قَوْلِ سُطَيْحٍ لِرَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ مَلِكُ الْيَمَنِ، وَإِرَمُ بْنُ ذِي يَزَنَ: سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ، الَّذِي طَرَدَ الْحَبَشَ مِنْ الْيَمَنِ. وَعَدَنُ الْيَوْمَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى سَاحِلِ بَحْرِ الْعَرَبِ الْمُتَّصِلِ بِالْمُحِيطِ الْهِنْدِيِّ، وَلَهَا خَلِيجٌ يُعْرَفُ بِخَلِيجِ عَدَنَ، يَتَّصِلُ رَأْسُهُ الْغَرْبِيُّ بِرَأْسِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ فِي مَضِيقِ بَابِ الْمَنْدَبِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا «عَدَنُ أَبْيَنَ» نِسْبَةٌ إلَى مِخْلَافِ أَبْيَنَ الْمُتَقَدِّمِ، وَكَانَتْ خَضَعَتْ لِلِاسْتِعْمَارِ الْبِرِيطَانِيِّ رَدَحًا مِنْ الزَّمَنِ، وَكَانَ الْإِنْجِلِيزُ لَا يُفَكِّرُونَ فِي الْخُرُوجِ مِنْهَا، ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ حَضْرَمَوْتُ وَمَا تَبِعَهَا مِنْ الْيَمَنِ سَنَة ١٣٨٩ هـ فَصَارَتْ عَدَنُ عَاصِمَةَ هَذَا الْجُزْءِ مِنْ الْيَمَنِ، فَسُمِّيَ «الْيَمَنَ الْجَنُوبِيَّ».
الْعُدْوَةُ الْقُصْوَى قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَمَضَتْ قُرَيْشٌ - يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ - حَتَّى نَزَلُوا بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مِنْ الْوَادِي، خَلْفَ الْعَقَنْقَلِ وَبَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ يَلْيَلُ، بَيْنَ بَدْرٍ وَبَيْنَ الْعَقَنْقَلِ، الْكَثِيبُ الَّذِي خَلْفَهُ قُرَيْشٌ، وَالْقُلُبُ بِبَدْرِ فِي الْعُدْوَةِ الدُّنْيَا مِنْ بَطْنِ يَلْيَلَ إلَى الْمَدِينَةِ.
قُلْت: الْعُدْوَةُ الْقُصْوَى وَالْعَقَنْقَلُ، جَانِبُ وَادِي يَلْيَلَ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، وَالْعُدْوَةُ الدُّنْيَا، جَانِبُ وَادِي يَلْيَلَ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ.
وَلَمْ يَعُدْ شَيْئًا يُعْرَفُ بِاسْمِهِ مِنْ هَذِهِ الْمُسَمَّيَاتِ، غَيْرَ أَنَّ الْعَارِفِينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ يَعْرِفُونَ مَوَاضِعَهَا، وَقَوْلُهُ: الْكَثِيبُ. كَذَا فِي السِّيرَةِ، وَالْكَثِيبُ مَعْنَاهُ تَلٌّ مِنْ الرَّمْلِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute