للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ بَنِي مِلْكَانَ بِإِبِلِ لَهُ مُؤَبَّلَةٍ لِيَقِفَهَا عَلَيْهِ، الْتِمَاسَ بَرَكَتِهِ، فِيمَا يَزْعُمُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْإِبِلُ نَفَرَتْ مِنْهُ فَذَهَبَتْ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَغَضِبَ الْمِلْكَانِيُّ فَأَخَذَ حَجَرًا فَرَمَاهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ:

أَتَيْنَا إلَى سَعْدٍ لِيَجْمَعَ شَمْلَنَا ... فَشَتَّتَنَا سَعْدٌ فَلَا نَحْنُ مِنْ سَعْدِ

قُلْت: يُوجَدُ الْيَوْمَ جَبَلُ سَعْدٍ، وَهُوَ: جَبَلٌ أَسْمَرُ عَالٍ يُشْرِفُ عَلَى عَرَفَةَ مِنْ الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ، وَدِيَارُ بَنِي مِلْكَانَ لَيْسَتْ بَعِيدَةً مِنْ هُنَا، إذْ أَنَّ وَادِيَ مِلْكَانَ يَمُرُّ جَنُوب عَرَفَةَ بِمَسَافَةِ نَيِّفٍ وَعَشْرَةِ أَكْيَالٍ، وَلَمْ أَسْمَعْ فِي دِيَارِ كِنَانَةَ بِسَعْدِ غَيْرِهِ.

سَفْوَانُ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ، وَعَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ. جَاءَ فِي النَّصِّ: أَغَارَ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيّ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي طَلَبِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا يُقَال لَهُ: سَفْوَانُ، مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ، وَفَاتَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الْأُولَى.

قُلْت: لَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ مَوْضِعٌ بِاسْمِ سَفْوَانَ، إنَّمَا هُنَاكَ وَادٍ يُسَمَّى «سَفَا» بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَبَدْرٍ فِي مُنْتَصَفِ الْمَسَافَةِ عَلَى

<<  <   >  >>