للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْحَزْوَرَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ: تَتَرَدَّدُ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ، وَفِي كُتُبِ الْجُغْرَافِيَا وَالتَّأْرِيخِ، وَهِيَ مَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ القشاشية، مُرْتَفَعٌ يُقَابِلُ الْمَسْعَى مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ كَانَ وَلَا يَزَالُ سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ مَكَّةَ،

وَكَانَتْ الْحَزْوَرَةُ تَلًّا مُرْتَفِعًا، وَهِيَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ غَيْرَ أَنَّ ظَهْرَهَا مَعْمُورٌ بِشَوَارِعَ تِجَارِيَّةٍ كَشَارِعِ الصَّوْغ وَمَبِيعَاتِ الْحَقَائِبِ وَالْحَرَمِ وَنَحْوِهَا.

الْحِسَاءُ كَأَنَّهُ جَمْعُ حِسْيٍ، وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، جَاءَ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ:

إذَا أَدَّيْتنِي وَحَمَلْت رَحْلِي

مَسِيرَةَ أَرْبَعٍ بَعْدَ الْحِسَاءِ

فَشَأْنُك أَنْعُمٌ وَخَلَاك ذَمٌّ

وَلَا أَرْجِعْ إلَى أَهْلِي وَرَائِي

قُلْت: لَمْ يَأْتِ فِيهِ شَارِحُ السِّيرَةِ بِشَيْءِ، وَجَاءَ يَاقُوتٌ بِذِكْرِ حِسَاءَاتٍ لَا أَرَى ابْنَ رَوَاحَةَ يَقْصِدُهَا، ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ قَالَ شِعْرَهُ هَذَا بَعْدَ أَنْ سَارَ لَيْلَةً مِنْ الْمَدِينَةِ فِي طَرِيقِ الشَّامِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّهُ يَقْصِدُ مَوْضِعًا قُرْبَ الْمَدِينَةِ.

وَيُوجَدُ الْيَوْمَ مَكَانٌ يُسَمَّى «الْحَسَا» جَنُوب الْمَدِينَةِ عَلَى (١٥) كَيْلًا، وَهُوَ جِزْعٌ مِنْ عَقِيقِ الْمَدِينَةِ، ذُو زِرَاعَةٍ وَنُزُلٍ.

وَبَيْتُ ابْنِ رَوَاحَةَ: «إذَا أَدَّيْتنِي وَحَمَلْت رَحْلِي» رَوَاهُ يَاقُوتٌ: (إذَا بَلَّغْتنِي. إلَخْ)

وَهُنَاكَ قَرْيَةٌ بِالْأُرْدُنِّ شَمَالَ مَعَانَ تُسَمَّى «الْحَسَا» وَتَقَعُ

<<  <   >  >>