الْأَبْوَاءُ عَلَى زِنَةِ جَمْعِ بَوٍّ: تَرَدَّدَتْ فِي السِّيرَةِ، وَجَاءَ ذِكْرُهَا فِي غَزْوَةِ وَدَّانَ، وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ.
وَالْأَبْوَاءُ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ التِّهَامِيَّةِ، كَثِيرُ الْمِيَاهِ وَالزَّرْعِ، يَلْتَقِي فِيهِ وَادِيَا الْفَرْعِ وَالْقَاحَةِ فَيَتَكَوَّنُ مِنْ الْتِقَائِهِمَا وَادِي الْأَبْوَاءِ، كَتَكَوُّنِ وَادِي مَرِّ الظَّهْرَانِ مِنْ الْتِقَاءِ النَّخْلَتَيْنِ، وَيَنْحَدِرُ وَادِي الْأَبْوَاءِ إلَى الْبَحْرِ جَاعِلًا أَنْقَاضَ وَدَّانَ عَلَى يَسَارِهِ، وَثَمَّ طَرِيقٌ إلَى هَرْشَى، وَيَمُرُّ بِبَلْدَةِ مَسْتُورَةَ ثُمَّ يُبْحِرُ.
وَيُسَمَّى الْيَوْمَ «وَادِي الْخُرَيْبَةِ» غَيْرَ أَنَّ اسْمَ الْأَبْوَاءِ مَعْرُوفٌ لَدَى الْمُثَقَّفِينَ، وَسُكَّانُهُ: بَنُو مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي عَمْرٍو، وَبَنُو أَيُّوبَ مِنْ الْبِلَادِيَّةِ مِنْ بَنِي عَمْرٍو.
بَابٌ وَرَدَ فِي السِّيرَةِ وَشُرُوحَاتِهَا ذِكْرُ بَعْضِ الْأَبْوَابِ، كَأَبْوَابِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلَكِنَّ هَذِهِ الْأَبْوَابَ تَغَيَّرَتْ مَعَ تَجَدُّدِ عِمَارَاتِ الْمَسْجِدَيْنِ، فَلَمْ يَعُدْ يُعْرَفُ مُعْظَمُهَا، وَلَمْ تَعُدْ لِمَعْرِفَتِهِ فَائِدَةٌ. وَفِي الْمُعْجَمِ ذُكِرَتْ مُعْظَمُ هَذِهِ الْأَبْوَابِ، وَخَاصَّةً الْمَعْرُوفَةُ مِنْهَا.
بَابِلُ بَاءَانِ مُوَحَّدَتَانِ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ، وَآخِرُهُ لَامٌ: جَاءَتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَا أَنْزَلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ.
قُلْت: هِيَ مَدِينَةُ الْعِرَاقِ الْعَظِيمَةُ ذَاتُ التَّأْرِيخِ الْمَجِيدِ، الْمَشْهُورَةُ بِحَدَائِقِهَا: «حَدَائِقِ بَابِلَ الْمُعَلَّقَةِ» وَكَانَتْ إحْدَى عَجَائِبِ الدُّنْيَا الْقَدِيمَةِ السَّبْعِ. وَقَدْ انْدَثَرَتْ بَابِلُ، وَلَكِنَّ آثَارَهَا لَا زَالَتْ بَاقِيَةً يَؤُمُّهَا مِئَاتُ السُّيَّاحِ يَوْمِيًّا.
تَقَعُ آثَارُ بَابِلَ بَيْنَ النَّهَرَيْنِ، وَهِيَ إلَى الْفُرَاتِ أَقْرَبُ، فِي الْجَنُوبِ مِنْ بَغْدَادَ، وَإِلَى الشَّرْقِ مِنْ كَرْبَلَاءَ، بِجِوَارِ مَدِينَةِ الْحُلَّةِ، وَالطَّرِيقُ الْغَرْبِيَّةُ بَيْنَ بَغْدَادَ وَالْبَصْرَةِ تَمُرُّ بِآثَارِ بَابِلَ.
بَارِقٌ بِلَفْظِ الْبَارِقِ الَّذِي يَبْرُقُ فِي السَّحَابِ: مَوْضِعٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ يُقْرَنُ مَعَ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ قَالُوا: هُوَ مَاءٌ، وَهُوَ الْحَدُّ بَيْنَ الْقَادِسِيَّةِ وَالْبَصْرَةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْمَالِ الْكُوفَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute