فَلَعَلَّهُمَا مِنْ أَصْدِقَاءِ عَمْرٍو بَقِيَا بِمَكَّةَ، أَمَّا الْمَكَانُ الْمَشْهُورُ الْيَوْمَ بِشِعْبِ عَامِرٍ، فِي مَكَّةَ، فَهِيَ تَسْمِيَةٌ مُتَأَخِّرَةٌ، وَأَصَحُّ مَا يُقَالُ: أَنَّهُ شِعْبُ ابْنِ عَامِرٍ.
سُوَاعٌ ذُكِرَ فِي رُهَاطِ.
السَّيَالَةِ بِفَتْحِ السِّينِ، وَمُثَنَّاةٍ تَحْتُ مُخَفَّفَةٌ وَأَلِفٌ ثُمَّ لَامٌ، وَآخِرُهُ هَاءٌ:
وَرَدَتْ فِي النَّصِّ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي تِرْبَانَ، وَهِيَ مَحَطَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اتَّخَذَهَا الْحَاجُّ مَحَطَّةً، فَظَلَّتْ عَامِرَةً حَتَّى قُضِيَ عَلَى قَوَافِلِ الْجِمَالِ، وَقَدْ غُيِّرَ اسْمُهَا فَسُمِّيَتْ «بِئَارُ الصَّفَا» لِأَنَّ آبَارَهَا مَنْحُورَةٌ فِي صَخْرٍ، وَقَدْ أُطْلِقَ عَلَيْهَا «بِئْرُ مَرْزُوقٍ» وَمَا زَالَتْ آثَارُ مَبَانِيهَا مَاثِلَةً، وَآبَارُهَا يُورَدُ بَعْضُهَا. تَبْعُدُ السَّيَالَةُ (٤٧) كَيْلًا عَنْ الْمَدِينَةِ عَلَى الطَّرِيقِ الَّذِي مَرَّ فِي تُرْبَانَ، وَيَأْخُذُ الطَّرِيقُ مِنْهَا إلَى الرَّوْحَاءِ عَلَى (٧٥) كَيْلًا مِنْ الْمَدِينَةِ، فَالسَّيَالَةُ: الْمَرْحَلَةُ الْأُولَى، وَالرَّوْحَاءُ: الْمَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ.
سَيَرٌ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَالْمُثَنَّاةِ تَحْتُ، وَآخِرُهُ رَاءٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: حَتَّى إذَا خَرَجَ مِنْ مَضِيقِ الصَّفْرَاءِ نَزَلَ عَلَى كُثَيْبٍ بَيْنَ الْمَضِيقِ وَالنَّازِيَةِ - يُقَالُ لَهُ سَيَرٌ - إلَى سَرْحَةٍ بِهِ، فَقَسَمَ هُنَالِكَ النَّفْلَ.
قُلْت: تَحْدِيدُهُ خَطَأٌ، فَسَيَرٌ لَيْسَ بَعْدَ الْمَضِيقِ مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ كَمَا قَالَ إسْحَاقُ - بَيْنَ الْمَضِيقِ وَالنَّازِيَةِ - إنَّمَا هُوَ مَدْفَعُ الْمَضِيقِ مِمَّا يَلِي بَدْرًا. وَهُوَ كُثَيْبٌ مَا زَالَ يُعْرَفُ، تَصُبُّ عَلَيْهِ تَلْعَةُ بِهَذَا الِاسْمِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute