الْمَدِينَةِ، وَهَذَا قَوْلٌ مَشْكُوكٌ فِيهِ، لِأَنَّ بِلَادَ بَنِي قَيْلَةَ مَا كَانَتْ تَخْرُجُ عَنْ يَثْرِبَ، وَقَالُوا: مِنْ أَمْوَالِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَهَذَا مَعْقُولٌ، فَهُوَ فِي دَائِرَةِ بِلَادِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، الَّذِينَ سُمُّوا فِيمَا بَعْدُ بِالْأَنْصَارِ، فَتَرَكُوا الْفِتَنَ فَمَاتَتْ بُعَاثٌ بِمَوْتِ الْفِتْنَةِ، وَلَا أَحَدَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَعْرِفُ بُعَاثًا الْيَوْمَ، غَيْرَ أَنَّ تَحْدِيدَهَا جَاءَ وَاضِحًا فِي قِصَّةِ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، حَيْثُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، بَعْدَ قَتْلِهِ -: فَخَرَجْنَا حَتَّى سَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثٍ حَتَّى أَسْنَدْنَا فِي حَرَّةِ الْعَرِيضِ، وَهَذَا يُحَدِّدُهَا فِي الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ مِنْ الْمَدِينَةِ فِي الطَّرَفِ الْغَرْبِيِّ الشَّمَالِيِّ مِنْ نَخْلِ الْعَوَالِي الْيَوْمَ.
ذُو بَقَرٍ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْقَافِ وَالرَّاءِ، مُحَرَّكًا: جَاءَ فِي قَوْلَ عُمْرَةَ بِنْتِ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ تَرْثِيهِ:
عَفَتْ آثَارُ خَيْلِك بَعْدُ أَيْنَ
بِذِي بَقَرٍ إلَى فَيْفِ النُّهَاقِ
قُلْت: ذُو بَقَرٍ، مَوْضِعٌ عَلَى طَرِيقِ الْحَاجِّ الْعِرَاقِيِّ بَيْنَ النَّقْرَةِ وَمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ، بِجِوَارِ السَّلِيلَةِ الَّتِي لَا زَالَتْ مَعْرُوفَةً هُنَاكَ، وَذُو بَقَرٍ قَدْ يَدْخُلُ فِي حِمَى الرَّبَذَةِ، وَهُوَ أَيْضًا عَلَى ذَلِكَ الطَّرِيقِ فِي نَفْسِ مَا حَدَّدْنَا، وَسَأَلْت عَنْهُ بَعْضَ بَنِي حَرْبٍ الَّذِينَ يَقْطُنُونَ الْيَوْمَ السَّلِيلَةَ وَالرَّبَذَةَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَبْقَارٌ، قُرْبَ السَّلِيلَةِ.
أَمَا فَيْفُ النُّهَاقِ، فَيَبْدُو أَنَّهُ كَانَ بَعِيدًا عَنْ ذِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute