بِهِمَا مَرْجِحَ مِنْ ذِي الْغَضَوَيْنِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: الْعُضْوَيْنِ - ثُمَّ تَبَطَّنَ بِهِمَا ذَا كَشْرٍ، إلَخْ.
قُلْت: لَيْسَتْ الْغَضَوَيْنِ وَلَا الْعُضْوَيْنِ، إنَّمَا هُمَا الْعَصَوَانِ: بِإِهْمَالِ الْعَيْنِ وَالصَّادِ، مُثَنَّى عَصَا، يُقَالُ لَهُمَا: الْعَصَا الْيُمْنَى وَالْعَصَا الْيُسْرَى، وَيَجْمَعُونَهُمَا «الْعِصِيَّ»: تَلْعَتَانِ تَجْتَمِعَانِ ثُمَّ تَصُبَّانِ فِي وَادِي مَجَاحٍ أَحَدُ رَوَافِدِ وَادِي الْفُرُعِ.
غُمْدَانُ بِضَمِّ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، ثُمَّ دَالٌ وَنُونٌ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ: جَاءَ فِي النَّصِّ: بَيْنُونُ وَسِلْحِينُ وَغُمْدَانُ: مِنْ حُصُونِ الْيَمَنِ الَّتِي هَدَمَهَا أَرْيَاط (الْحَبَشِيُّ) وَلَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ مِثْلَهَا.
قُلْت: غُمْدَانُ بِنَاءٌ عَجِيبٌ قُرْبَ صَنْعَاءَ لَا زَالَتْ آثَارُهُ مَاثِلَةً لِلْعِيَانِ، قِيلَ إنَّهُ كَانَ يَتَكَوَّنُ مِنْ عِشْرِينَ سَقْفًا، وَاِتَّخَذَهُ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ مُقِرًّا لِحُكْمِهِ.
وَكَانَ أَحَدُ مُلُوكِ حِمْيَرَ قَدْ بَنَاهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِزَمَنِ، وَيُعْتَبَرُ غُمْدَانُ أَطْوَلَ بِنَاءٍ بَنَاهُ الْعَرَبُ، وَكَانَ فِي زَمَنِهِ مِنْ الْأَعَاجِيبِ. وَيَقُولُ يَاقُوتُ فِي مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ: بُنِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَسْقُفٍ، بَيْنَ كُلِّ سَقْفٍ وَآخَرَ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَهَذَا الْخَبَرُ مَعْقُولٌ مِنْ نَاحِيَةٍ وَغَيْرُ مَعْقُولٍ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى.
فَكَوْنُهُ سَبْعَةَ أَسْقُفٍ أَقْرَبَ إلَى الصَّوَابِ مِنْ عِشْرِينَ سَقْفًا، وَلَكِنَّ قَوْلَهُ بَيْنَ السَّقْفِ وَالسَّقْفِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فِيهِ نَظَرٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute