للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قُلْت: الْعِيصُ، وَادٍ لِجُهَيْنَةَ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالْبَحْرِ، يَصُبُّ فِي إضَمٍ مِنْ الْيَسَارِ مِنْ أَطْرَافِ جَبَلِ الْأَجْرَدِ الْغَرْبِيَّةِ وَمِنْ الْجِبَالِ الْمُتَّصِلَةِ بِهِ، وَمِنْ حِرَارٍ تَقَعُ بَيْنَ إضَمٍ وَيَنْبُعَ، وَفِيهِ عُيُونٌ وَقُرًى كَثِيرَةٌ، وَبِهِ مَرْكَزُ إمَارَةٍ وَمَدَارِسُ وَشُرْطَةٌ وَمَحْكَمَةٌ شَرْعِيَّةٌ.

عَيْنَانِ «جَبَلُ عَيْنَيْنِ» كَتَثْنِيَةِ عَيْنٍ: جَاءَ فِي ذِكْرِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ: فَأَقْبَلُوا حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ، جَبَلُ بَطْنِ السَّبْخَةِ مِنْ قَنَاةَ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي، مُقَابِلَ الْمَدِينَةِ.

قُلْت: جَبَلُ عَيْنَيْنِ، ذَكَرَهُ كَثِيرٌ فِي تَأْرِيخِ الدَّعْوَةِ، وَيُقَالُ لَهُ: جَبَلُ الرُّمَاةِ، لِأَنَّ احْتِيَاطًا مِنْ الرِّجَالِ وَضَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رَأْسِهِ يَوْمَ أُحُدٍ لِيَكُونُوا دَرْءًا لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَأْتُوا الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ.

وَهُوَ أَكَمَةٌ مَا زَالَتْ مَعْرُوفَةً فِي شَمَالِيِّ الْمَدِينَةِ عَلَى حَافَّةِ وَادِي قَنَاةَ الْجَنُوبِيَّةِ، يَحُكُّ سَيْلَ الْوَادِي فِيهَا، وَلَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَشْهَدِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إلَّا مِجَرُّ السَّيْلِ، وَهُمَا يَتَكَالَمَانِ، وَعَلَى جَبَلِ عَيْنَيْنِ بَقَايَا بُيُوتٍ خَرِبَةٍ. وَالسَّبْخَةُ: تَبْدَأُ مِنْ جَبَلِ عَيْنَيْنِ وَجُرُفِ قَنَاةَ بِاتِّجَاهِ سَلْعٍ، وَقَدْ عَمُرَتْ الْيَوْمَ فَصَارَتْ حَيًّا جَمِيلًا يُسَمَّى (حَيَّ الشُّهَدَاءِ)، نِسْبَةً إلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ.

<<  <   >  >>