مَعَانُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَعًا، وَآخِرُهُ نُونٌ:
جَاءَ فِي ذِكْرِ يَوْمِ مُؤْتَةَ، فَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ مَضَوْا - يَقْصِدُ الْمُسْلِمِينَ - حَتَّى نَزَلُوا مَعَانَ، مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.
قُلْت: مَعَانُ: مَدِينَةٌ فِي الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ، عَلَى الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّان، تَقَعُ جَنُوبَ عَمَّان عَلَى (٢١٢) كَيْلًا، وَهِيَ قَاعِدَةُ إقْلِيمِ الشَّرَاةِ، وَهُوَ إقْلِيمٌ وَاسِعٌ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالْبَلْقَاءِ، وَمَعَانَ مَدِينَةٌ مُهِمَّةٌ تَقَعُ وَسَطَ الْبَادِيَةِ، وَأَهْلُهَا فِيهِمْ أَصَالَةُ الْعُرُوبَةِ، وَلَمْ تَجْرُفْهُمْ مَبَادِئُ الْغَرْبِ وَعَادَاتُهُ بَعْدُ. وَقَدْ تَحَدَّثْت عَنْهَا فِي كِتَابِي «رَحَلَاتٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ» وَيَظْهَرُ مَوْقِعُهَا فِي الْخَرِيطَةِ الْمَنْشُورَةِ فِي مَادَّةِ مُؤْتَةَ.
الْمُغَمَّسُ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ، وَهَكَذَا يَنْطِقُهُ أَهْلُهُ إلَى الْيَوْمِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَبَعَثُوا مَعَهُ - يَعْنِي بَنِي ثَقِيفٍ - أَبَا رِغَال ٍ يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ أَبْرَهَةُ وَمَعَهُ أَبُو رِغَالٍ حَتَّى أَنْزَلَهُ «الْمُغَمَّسَ» فَلَمَّا أَنْزَلَهُ بِهِ مَاتَ أَبُو رِغَالٍ هُنَالِكَ، فَرَجَمَتْ قَبْرَهُ الْعَرَبُ، فَهُوَ الْقَبْرُ الَّذِي يَرْجُمُ النَّاسُ بِالْمُغَمَّسِ.
قُلْت: الْمُغَمَّسُ مَكَانٌ مَا زَالَ مَعْرُوفًا شَرْقِيَّ الْحَرَمِ، يُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرْقِ جَبَلُ كَبْكَبٍ، وَالطَّرِيقُ مِنْ مَكَّةَ إلَى الطَّائِفِ الْمَارَّةُ بِنَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ تَمُرُّ بِطَرَفِ الْمُغَمَّسِ مِنْ الشَّمَالِ، وَعَرَفَةُ فِي نِهَايَةِ الْمُغَمَّسِ مِنْ الْجَنُوبِ، وَقَدْ أَفَضْت فِي ذِكْرِهِ فِي «مَعَالِمِ مَكَّةَ ص ٢٨٠» وَرَسَمْت لَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute