وَالْجَوْلَانِ صَحْرَاءُ كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ فِي أَيَّامِ بَنِي مَرْوَانَ. قُلْت: هَذَا قَوْلُ أُسْتَاذِنَا أَحَمْدَ قُدَامَةَ صَاحِبُ مَعَالِمَ وَأَعْلَامٍ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ.
هُوَ سَهْلٌ وَاسِعٌ عَلَى بُعْدِ ٣٧ كَمْ عَنْ دِمَشْقَ جَنُوبًا. وَفِي شَرْقِ قَرْيَةِ شقحب، وَيَشْمَلُ الْيَوْمَ بَعْضَ أَرَاضِي قُرَى: زَاكِيَةَ، وشقحب، وأركيس، والزريفية، وَغَيْرِهَا. جَرَتْ فِيهِ عِدَّةُ مَعَارِكَ حَاسِمَةٌ، مِنْهَا مَعْرَكَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الزَّاحِفِينَ إلَى دِمَشْقَ - بَعْدَ مَعْرَكَةِ الْيَرْمُوكِ - وَالرُّومِ الْبِيزَنْطِيَّةِ فِي سَنَةِ ١٤ هـ، وَمَعْرَكَةٌ فِي أَيَّامِ بَنِي مَرْوَانَ، وَمَعْرَكَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالصَّلِيبِيِّينَ فِي سَنَةِ ٥١٩ هـ، وَمَعْرَكَةُ التَّتَارِ وَجَيْشِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَنَةِ ٧٠٢ هـ فِي عَهْدِ السُّلْطَانِ النَّاصِرِ مُحَمَّدِ بْنِ قَلَاوُونَ.
الْمُرَّةُ (ثَنِيَّةٌ. .) كَذَا وَرَدَتْ فِي هَذَا النَّصِّ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَالْمُتَوَاتِرُ بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كُنْت أَرَى التَّشْدِيدَ أَصْوَبَ. جَاءَ فِي النَّصِّ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ فِي «الْخَرَّارِ».
وَاسْتُوْفِيَ الْحَدِيثُ عَنْهَا فِي «مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَازِ» فَأَغْنَى عَنْ التَّطْوِيلِ هُنَا. وَهُوَ مَوْضِعٌ مَا زَالَ مَعْرُوفًا بَيْنَ غَدِيرِ خُمٍّ وَالْفَرْعِ، عَلَى طَرِيقِ الْهِجْرَةِ.
الْمَرَوْرَاةُ بَعْدَ الْمِيمِ رَاءَانِ بَيْنَهُمَا وَاوٌ، وَآخِرُهُ هَاءٌ: جَاءَ فِي قَوْلِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى:
تَأَمَّلْ فَإِنْ تَقْوَ الْمَرَوْرَاةُ مِنْهُم ْ
وَدَارَاتُهَا لَا تَقْوَ مِنْهُمْ إذَا نَخْلُ
بِلَادٌ بِهَا نَادَمْتهمْ وَأَلِفْتُهُم ْ
فَإِنْ تَقْوَيَا مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ بَسْلُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute