للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَقٌ (ذُو. .) بِالتَّحْرِيكِ وَالْعَيْنُ مُهْمَلَةٌ:

جَاءَ فِي قَوْلِ أَبِي طَالِبٍ يُعَرِّضُ بِمَنْ خَذَلَهُ مِنْ قُرَيْشٍ:

أَرَى أَخَوَيْنَا مِنْ أَبِينَا وَأُمِّنَا

إذَا سُئِلَا قَالَا إلَى غَيْرِنَا الْأَمْرُ

بَلَى لَهُمَا أَمْرٌ وَلَكِنْ تَجَرْجَمَا

كَمَا جَرْجَمَتْ مِنْ رَأْسِ ذِي عَلَقِ الصَّخْرِ

قُلْت: عَلَقٌ أَحَدُ فُرُوعِ وَادِي نَعْمَانَ، إذَا صَعِدْت جَبَلَ كُرَّا تَؤُمَّ الطَّائِفَ كَانَ عَلَقٌ عَلَى يَمِينِك. وَتُسَمَّى الْجِبَالُ الَّتِي تَسِيلُ فِيهِ جِبَالَ عَلَقٍ، وَهُوَ مِنْ دِيَارِ هُذَيْلٍ قَدِيمًا وَمَا زَالَ كَذَلِكَ.

يَبْعُدُ ذُو عَلَقٍ - أَوْ عَلَقٌ كَمَا يُسَمَّى الْيَوْمَ - شَرْقَ مَكَّةَ ٤٥ كَيْلًا، عَلَى طَرِيقِ الطَّائِفِ الْمَارِّ فِي وَادِي نَعْمَانَ.

عُمَانُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْمِيمِ الْمُخَفَّفَةِ، وَآخِرَهُ نُونٌ: جَاءَتْ فِي النَّصِّ الْمُتَقَدِّمِ فِي السَّرَاةِ. وَهُوَ اسْمٌ لِلْمِنْطَقَةِ الَّتِي تَكُونُ الزَّاوِيَةَ الْجَنُوبِيَّةَ الشَّرْقِيَّةَ لِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَهِيَ كَالْيَمَن ِ تَمَامًا مَعَ اخْتِلَافِ الْجِهَةِ عَكْسِيًّا. وَهِيَ الْيَوْمَ سَلْطَنَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ عَاصِمَتُهَا (مَسْقَطٌ)، وَبِهَا كَثِيرٌ مِنْ الْمُدُنِ الْأُخْرَى مِثْلَ: نَزْوَى، وَصُور، وَمَطْرَح، وَصُحَارَ، وَسُلَالَةَ، وَكُلُّهَا سَاحِلِيَّةٌ عَدَا نَزْوَى فَهِيَ قَاعِدَةُ الْجَبَلِ الْأَخْضَرِ، وَيُقَسِّمُونَ عُمَانَ إلَى: عُمَانَ الدَّاخِلِ، وَعُمَانَ الْخَارِجِ أَوْ السَّاحِلِ، وَظُفَارَ، وَقَاعِدَتُهَا سُلَالَةُ.

<<  <   >  >>