للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْجِعْرَانَةُ تَرَدَّدَتْ فِي السِّيرَةِ، جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْغَنَائِمَ وَالسَّبْيَ مِنْ يَوْمِ حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَة ِ، وَمِنْهَا اعْتَمَرَ. قُلْت: لَا زَالَتْ تُعْرَفُ فِي رَأْسِ وَادِي سَرِفَ حِين تَعَلَّقَهُ فِي الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ مِنْ مَكَّةَ، يَعْتَمِرُ مِنْهَا الْمَكِّيُّونَ، وَبِهَا مَسْجِدٌ، وَقَدْ عُطِّلَتْ بِئْرُهَا الْيَوْمَ، وَكَانَتْ عَذْبَةَ الْمَاءِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِعُذُوبَتِهِ. وَقَدْ أَفَضْت فِي الْقَوْلِ عَنْهَا فِي «مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَاز ِ».

الْجَلِيلُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَبَيْنَ اللَّامَيْنِ مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ، بِوَزْنِ كَبِيرٍ:

جَاءَ فِي قَوْلِ صَيْفِىٍّ وَيُكَنَّى أَبَا قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ الْأَوْسِيَّ الْأَنْصَارِيَّ، قَبْلَ إسْلَامِهِ:

فَلَوْلَا رَبُّنَا كُنَّا يَهُودًا

وَمَا دِينُ الْيَهُودِ بِذِي شُكُولِ

وَلَوْلَا رَبُّنَا كُنَّا نَصَارَى

مَعَ الرُّهْبَانِ فِي جَبَلِ الْجَلِيلِ

قُلْت: جَبَلُ الْجَلِيلِ، جَبَلٌ ضَخْمٌ عَالٍ كَثِيرُ الْقُرَى وَالْمَدَنِ شَمَالَ فِلَسْطِينَ، يُشْرِفُ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ مِنْ الْغَرْبِ، وَعَلَى سَاحِلِ عَكَّا مِنْ الشَّرْقِ، وَمِنْ مُدُنِهِ «صَفَدُ» وَالنَّاصِرَةُ، وَشَفَا عَمْرٍو، وَيَتَّصِلُ بِهِ مِنْ الشَّمَالِ «جَبَلُ عَامِلٍ» فِي لُبْنَانَ، وَهُوَ - الْجَلِيلُ - تَحْتَ الِاحْتِلَالِ الصَّهْيُونِيِّ الْيَوْمَ، وَقَدْ انْتَشَرَتْ فِيهِ مُسْتَوْطَنَاتُ الْيَهُودِ قَهْرًا، وَصُودِرَ كَثِيرٌ مِنْ أَرَاضِيهِ مِنْ أَيْدِي الْعَرَبِ وَأُعْطِيَتْ لِلْيَهُودِ الْوَافِدِينَ. وَيَبْدُو أَنَّ الْجَلِيلَ كَانَ فِي الشَّامِ كَالسَّرَاةِ فِي الْحِجَازِ، إذْ

<<  <   >  >>