وَانْظُرْ «قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ».
الْكَدِيدُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ:
وَرَدَ فِي أَمَاكِنَ مِنْ السِّيرَةِ، أَهَمُّهَا فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَرَجَ لِعَشْرِ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ، بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجَ أَفْطَرَ.
قُلْت: هُنَا تَحْدِيدٌ دَقِيقٌ لِلْكَدِيدِ بِأَنَّهُ بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجَ، وَالْمَسَافَةُ بَيْنَهُمَا عُشْرُونَ كَيْلًا فَقَطْ، وَأَمَجُ يُسَمَّى الْيَوْمَ «خُلَيْصٌ» وَعُسْفَانُ مَا زَالَ مَعْرُوفًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَالْكَدِيدُ: يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ «الْحَمْضِ» أَرْضٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَخُلَيْصٍ عَلَى (٩٠) كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ عَلَى الْجَادَّةِ الْعُظْمَى إلَى الْمَدِينَةِ، وَسُمِّيَ الْحَمْضَ لِكَثْرَةِ نَبَاتِ الْعَصْلَاءِ فِيهَا، وَهِيَ أَرْضٌ تُزْرَعُ عَثَرِيًّا يَسْقِيهَا وَادِي غَرَّانِ، وَأَهْلُهَا زُبَيْدٌ مِنْ حَرْبٍ. وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغْزَى غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيَّ اللَّيْثِيَّ بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ. وَبَنُو الْمُلَوِّحِ مِنْ بَنِي لَيْثٍ مِنْ كِنَانَةَ، فَالْكَدِيدُ كَانَ مِنْ دِيَارِهِمْ.
كُرَاعُ رَبَّةَ اُنْظُرْ الْحَرَّةَ الرَّجْلَاءَ.
كُرَاعُ الْغَمِيمِ جَاءَتْ فِي ذِكْرِ غَزَاةِ بَنِي لِحْيَانَ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَخَرَجَ فِي مِئَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ عُسْفَانَ، ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَا كُرَاعَ الْغَمِيمِ.
قُلْت: هِيَ نَعْفٌ مِنْ حَرَّةِ ضَجَنَانَ، تَقَعُ جَنُوبَ عُسْفَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute