للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انْتَصَرَتْ فِيهِ بَنُو تَمِيمٍ عَلَى بَنِي عَامِرٍ.

أَمَّا قَوْلُ ابْنِ هِشَامٍ «قُتِلَ حَسَّانُ»، قَالَ فِي مُعْجَمِ مَا اُسْتُعْجِمَ أُسِرَ حَسَّانُ وَقُتِلَ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَقُتِلَ عَامَّةُ الْكِنْدِيِّينَ، وَكَانُوا قَادَةَ بَنِي عَامِرٍ ذَلِك الْيَوْمِ لِاسْتِنْجَادِ بَنِي عَامِرٍ بِحَسَّانَ.

نَجْدٌ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْجِيمِ ثُمَّ دَالٍ مُهْمَلَةٍ.

جَاءَ فِي قَوْلِ أَبِي طَالِبٍ فِي لَامِيَّتِهِ الطَّوِيلَةِ:

وَمَرَّ أَبُو سُفْيَانَ عَنِّي مُعَرِّضًا

كَمَا مَرَّ قَيْلٌ مِنْ عِظَامِ الْمَقَاوِلِ

يَفِرُّ إلَى نَجْدٍ وَبَرْدِ مِيَاهِه ِ

وَيَزْعُمُ أَنِّي لَسْت عَنْكُمْ بِغَافِلِ

قُلْت: نَجْدٌ إقْلِيمٌ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَهُوَ أَوْسَعُهَا وَأَكْثَرُهَا صَحَارَى وَفِجَاجًا وَرِمَالًا، وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ اسْمَ نَجْدٍ عَلَى كُلِّ مَا عَلَا مِنْ الْأَرْضِ، فَفِي الْيَمَنِ يُسَمَّى كُلُّ مَا بَيْنَ السَّرَاةِ وَالرُّبْعِ الْخَالِي نَجْدًا، وَأَبُو طَالِبٍ يَقْصِدُ هُنَا «الطَّائِفَ» وَمَا حَوْلَهُ، أَمَّا نَجْدٌ الْعَلَمُ فَهُوَ قَلْبُ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ، تَتَوَسَّطُهُ مَدِينَةُ الرِّيَاضِ عَاصِمَةُ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَيَشْمَلُ أَقَالِيمَ كَثِيرَةً مِنْهَا: الْقَصِيمُ وَسَدِيرٌ وَالْأَفْلَاجُ وَالْيَمَامَةُ وَالْوَشْمُ وَغَيْرُهَا، وَهُوَ يَتَّصِلُ بِالْحِجَازِ غَرْبًا، وَبِالْيَمَنِ جَنُوبًا، وَبِإِقْلِيمِ الْأَحْسَاءِ شَرْقًا، وَبِبَادِيَةِ الْعَرَبِ شَمَالًا، وَلَيْسَتْ هُنَاكَ حُدُودٌ تُحَدِّدُ أَقَالِيمَ الْجَزِيرَةِ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ، وَكُلُّ مَا قَالَهُ الْأَقْدَمُونَ يَرْحَمُهُمْ اللَّهُ هُوَ فَرْضٌ وَحَدْسٌ، غَيْرَ أَنَّ الْعَرَبَ الْيَوْمَ تَعْرِفُ بِالتَّوَارُثِ مَا يُشْبِهُ الْحُدُودَ، فَهُمْ يَقُولُونَ لَك - مَثَلًا - الدُّفَيْنَةُ مِنْ نَجْدٍ

<<  <   >  >>