وَادِي مَدَانَ: اُنْظُرْ الْحَرَّةَ الرَّجْلَاءَ
الْوَتِيرُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتُ، وَآخِرُهُ رَاءٌ: جَاءَ ذِكْرُهُ فِي فَتْحِ مَكَّةَ.
وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ جَنُوبَ غَرْبِيِّ مَكَّةَ عَلَى حُدُودِ الْحَرَمِ، يَبْعُدُ عَنْ مَكَّةَ (١٦) كَيْلًا، وَهُوَ مِنْ دِيَارِ خُزَاعَةَ قَدِيمًا وَحَالِيًّا. وَقَدْ أَوْفَيْتهَا الْحَدِيثَ فِي «مَعَالِمِ مَكَّةَ التَّارِيخِيَّةِ وَالْأَثَرِيَّةِ» وَيُجْمَعُ مَعَ مَا حَوْلَهُ فَيُقَالُ: الْوَتَائِرُ، وَسَمَّاهُ الْفَاسِيُّ - الْعِقْدَ الثَّمِينَ - الْوَتِيرَيْنِ، وَقَدْ أُطْلِقَ الْيَوْمَ عَلَى حَيِّزٍ مِنْهُ اسْمُ الْكَعْكِيَّةِ، نِسْبَةً إلَى الْكَعْكِ الَّذِي تَمْلِكُ هَذَا الْحَيِّزَ مِنْهُ، وَيُطْلَقُ عَلَى حَيِّزٍ آخَرَ اسْمُ الْعُكَيْشِيَّةِ.
وَجٌّ هَكَذَا فِي جَمِيعِ الْمَرَاجِعِ، وَأَهْلُهُ يَنْطِقُونَهُ بِكَسْرِ الْوَاوِ: جَاءَ فِي قَوْلِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ، يَهْجُو ثَقِيفًا:
وَبِئْسَ الْأَمْرُ أَمْرُ بَنِي قَسِيٍّ
بِوَجِّ، إذْ تَقَسَّمَتْ الْأُمُورُ
أَضَاعُوا أَمْرَهُمْ وَلِكُلِّ قَوْمٍ
أَمِيرٌ، وَالدَّوَائِرُ قَدْ تَدُورُ
قُلْت: وَجٌّ، هُوَ وَادِي الطَّائِفِ الرَّئِيسُ، يَسِيلُ مِنْ شِعَافِ السَّرَاةِ جَنُوبَ غَرْبِيِّ الطَّائِفِ، فَيُقَاسِمُ أَوْدِيَةَ ضَيْمٍ وَدُفَاقٍ وَمَلَكَانَ الْمَاءَ، ثُمَّ يَتَّجِهُ شَرْقًا حَتَّى يَمُرَّ فِي طَرَفِ الطَّائِفِ مِنْ الْجَنُوبِ ثُمَّ الشَّرْقِ، وَقَدْ عُمِّرَ الْيَوْمَ جَانِبَاهُ بِأَحْيَاءِ مِنْ الطَّائِفِ، فَإِذَا تَجَاوَزَ الطَّائِفَ كَانَتْ عَلَيْهِ قُرًى وَمَزَارِعُ كَثِيرَةٌ إلَى أَنْ يَجْتَمِعَ مَعَ وَادِي شِرْبٍ عِنْدَ مَوْقِعِ عِكَاظٍ، فَيُكَوِّنَانِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute