جَاءَ فِي قَوْلِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ يَرُدُّ عَلَى عَبَّاسٍ شِعْرَهُ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي الشَّظَاةِ:
تَبْكِي عَلَى قَتْلَى يَهُودَ وَقَدْ تَرَى ... مِنْ الشَّجْوِ لَوْ تَبْكِي أَحَبَّ وَأَقْرَبَا
فَهَلَّا عَلَى قَتْلَى بِبَطْنِ أُرَيْنِقٍ ... بَكَيْت وَلَمْ تُعْوِلْ مِنْ الشَّجْوِ مُسْهِبًا
قُلْت: لَمْ أَرَ مَنْ تَعَرَّضَ لِأُرَيْنِقَ هَذَا فَحَدِّدْهُ، وَوَاضِحٌ مِنْ الشِّعْرِ أَنَّهُ وَادٍ لِبَنِي سُلَيْمٍ قُتِلَ فِيهِ قَوْمٌ لَهُمْ صِلَةٌ بِعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرَادَ خَصْمُهُ أَنْ يُذَكِّرَهُ بِهِمْ. وَعَبَّاسُ قَالَ شِعْرَهُ فِي بُكَاءِ يَهُودَ قَبْلَ إسْلَامِهِ، وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِك وَحَسُنَ إسْلَامُهُ فَأَصْبَحَ صَحَابِيًّا.
إسَافٌ وَنَائِلَةُ كَانَا صَنَمَيْنِ عَلَى مَوْضِعِ زَمْزَمَ، يَنْحَرُونَ عِنْدَهُمَا. وَكَانَ إسَافٌ وَنَائِلَةُ رَجُلًا وَامْرَأَةً مِنْ جُرْهُمَ - إسَافُ بْنُ بَغِيٍّ، وَنَائِلَةُ بِنْتُ دِيكٍ - فَوَقَعَ إسَافٌ عَلَى نَائِلَةَ فِي الْكَعْبَةِ، فَمَسَخَهُمَا اللَّهُ حَجَرَيْنِ.
وَقَدْ نَصَّبَتْ جُرْهُمُ إسَافًا وَنَائِلَةَ لِيَعْتَبِرَ بِهَا أَهْلُ الْبَغْيِ وَالْفُجُورِ، وَكَانَا عِبْرَةً لِمَنْ اعْتَبَرَ فَلَمَّا طَالَ الْأَمَدُ عَبَدُوهُمَا فِيمَا عَبَدُوا مِنْ الْأَصْنَامِ، ثُمَّ ذَهَبَا مَعَ هُبَلَ وَأَمْثَالِهِ، بَعْدَ الْفَتْحِ، فَلَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ لِهَذِهِ الْأَصْنَامِ مَوْضِعٌ وَلَا أَثَرٌ.
أَشْمَذَانُ مُثَنَّى أَشْمَذَ: ذُكِرَ فِي كَلِمَةِ «السِّرِّ»، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ جِبَالِ مَا بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute