للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدِّيَارِ - بَعِيدٌ عَنْ حَلْيَةَ. فَهُوَ مِنْ رَوَافِدِ وَادِي الْبَيْضَاءِ الَّذِي هُوَ صَدْرُ وَادِي الْغُمَيْصَاءِ، عَلَى سَبِيلِ اسْتِنْتَاجِنَا، وَالْمَسَافَةُ بَيْنَ الْخَانِقِ هَذَا وَحَلْيَةَ تَقْرُبُ مِنْ (١٨٠) كَيْلًا. وَلَكِنْ لَيْسَ بَعِيدًا أَنْ يَقُولَ هَذَا الْفَتَى:

أَلْفَيْتُكُمْ بِحِلْيَةَ أَوْ بِالْخَوَانِقِ «الْخَانِقُ» فَكِلَاهُمَا كَانَ مِنْ دِيَارِ كِنَانَةَ، وَهُوَ ذِكْرُ نُزُولِهِمْ حَلْيَةَ، مَعَ أَنَّهُمْ «يَوْمَ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ» كَانُوا بِالْغُمَيْصَاءِ، عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ الْخَانِقِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَبِهَذَا فَأَنَا أَمِيلُ إلَى أَنَّ «الْخَوَانِقَ» هِيَ خَانِقٌ هَذَا، جَمَعَهَا لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَيَبْعُدُ الْخَانِقُ جَنُوب شَرْقِيِّ مَكَّةَ بِحَوَالَيْ (٥٥) كَيْلًا. بَيْنَمَا تَبْعُدُ حَلْيَةُ قَرَابَةَ (٢٧٠) كَيْلًا فِي نَفْسِ الِاتِّجَاهِ.

حَمْرَاءُ الْأَسَدِ بِلَفْظِ مُؤَنَّثِ الْأَحْمَرِ مُضَافَةٌ إلَى الْأَسَدِ. جَاءَ ذِكْرُهَا فِي حَوَادِثِ غِبّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى إلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَهِيَ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ.

قُلْت: وَعُرِفَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ فِي تَأْرِيخِ الدَّعْوَةِ بِاسْمِ غَزْوَةِ حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَأَوْفَاهَا ابْنُ إسْحَاقَ مَادَّتَهَا التَّأْرِيخِيَّةَ.

وَحَمْرَاءُ الْأَسَدِ: جَبَلٌ أَحْمَرُ جَنُوب الْمَدِينَةِ عَلَى (٢٠) كَيْلًا، إذَا خَرَجْت مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ تَؤُمُّ مَكَّةَ رَأَيْت حَمْرَاءَ الْأَسَدِ جَنُوبًا، لَيْسَ بَيْنَك وَبَيْنَهَا مِنْ الْأَعْلَامِ سِوَى «حَمْرَاءِ نَمْلٍ» الْقَرِيبَةِ مِنْ الطَّرِيقِ. وَتَقَعُ حَمْرَاءُ الْأَسَدِ عَلَى الضَّفَّةِ الْيُسْرَى لِعَقِيقِ الْحَسَا، عَلَى الطَّرِيقِ مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى

<<  <   >  >>