أَنَّكُمْ إنْ تَابَعْتُمُوهُ عَلَى أَمْرِهِ، كُنْتُمْ مُلُوكَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، ثُمَّ بُعِثْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ، فَجُعِلَتْ لَكُمْ جِنَانُ كَجِنَانِ الْأُرْدُنِّ.
قُلْت: قَبْلَ أَنْ نَصِفَ الْأُرْدُنَّ عَلَى حَالِهِ الْيَوْمَ يَجْمُلُ أَنْ نَذْكُرَ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ عَنْهُ، وَأَحْسَنُ مَا جَاءَ فِي كُتُبِ أُولَئِكَ الْمُتَقَدِّمِينَ مَا ذَكَرَهُ يَاقُوتٌ فِي مُعْجَمِهِ، قَالَ: وَهِيَ كُورَةٌ وَاسِعَةٌ مِنْهَا: الْغَوْرُ وَطَبَرِيَّةُ وَصُورُ وَعَكَّا، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّيِّبِ: هُمَا أُرْدُنَّانِ ; أُرْدُنُّ الْكَبِيرِ وَأُرْدُنُّ الصَّغِيرِ، فَأَمَّا الْكَبِيرُ فَهُوَ نَهَرٌ يَصُبُّ فِي بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَبَرِيَّةَ لِمَنْ عَبَرَ الْبُحَيْرَةَ فِي زَوْرَقٍ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا، وَأَمَّا الْأُرْدُنُّ الصَّغِيرُ فَهُوَ نَهَرٌ يَأْخُذُ مِنْ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ وَيَمُرُّ نَحْوَ الْجَنُوبِ فِي وَسَطِ الْغَوْرِ، فَيَسْقِي ضِيَاعَ الْغَوْرِ، وَعَلَيْهِ قُرًى كَثِيرَةٌ، مِنْهَا بَيْسَانُ وَقَرَاوَى وَأَرِيحَا وَالْعَوْجَاءُ، وَغَيْرُ ذَلِك، وَيَجْتَمِعُ هَذَا النَّهَرُ وَنَهَرُ الْيَرْمُوكِ فَيَصِيرَانِ نَهَرًا وَاحِدًا، حَتَّى يَصُبَّ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُنْتِنَةِ فِي طَرَفِ الْغَوْرِ الْغَرْبِيِّ، وَلِأُرْدُنّ عِدَّةُ كُوَرٍ مِنْهَا كُورَةُ طَبَرِيَّةَ وَكُورَةُ بَيْسَانَ وَكُورَةُ بَيْتِ رَأْسٍ وَكُورَةُ جَدْرٍ وَكُورَةُ صَفُّورِيَةَ وَكُورَةُ صُورٍ وَكُورَةُ عَكَّا.
ثُمَّ يُذْكَرُ مِنْ مُدُنِهِ أَيْضًا: أُفَيْقٌ، وَجَرْشٌ، وَقُدْسٌ، وَالْجُولَانُ. فَإِذَا كَانَ الْأُرْدُنُّ إقْلِيمًا كَبِيرًا مِنْ بِلَادِ الشَّامِ يَمْتَدُّ مِنْ الْبَحْرِ الْمَيِّتِ جَنُوبًا إلَى صُورٍ مِنْ لُبْنَانَ شَمَالًا، وَيَصِلُ إلَى الْبَحْرِ الْأَبْيَضِ غَرْبًا، وَيَشْمَلُ مِنْ الشَّرْقِ إقْلِيمَ الْبَلْقَاءِ حَيْثُ كَانَتْ جَرْشٌ قَصَبَةَ تِلْكَ الْكُورَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute