للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرام وقوله واستيقظت وأنا في المسجد الحرام (وَلَكِنَّهُ أُسْرِيَ بِجَسَدِهِ وَقَلْبُهُ حَاضِرٌ وَرُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ حقّ) أي ولو في المنام (تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم) أي كما ثبت في الحديث ولعل الحكمة في حمل جسده مع أن العمل حينئذ كله لروحه أن يشاهد الملائكة ذاته ويفاض عليهم من بركاته ويصير مرآة للتجلي الإلهي في تنزلاته وانعكاس ظهور كمال صفاته (وقد مال بعض أصحاب الإشارات) وفي نسخة أهل الإشارات (إلى نحو من هذا) أي مما ذكرناه من كونه نائم العين حاضر القلب لشهود ملكوت الرب (قال) أي بعض أصحاب الإشارات (تغميض عينيه) أي سدهما نوما أو قصدا (لئلّا يشغله) بفتح أوله وثالثه وجوز ضم أوله وكسر ثالثه (شيء من المحسوسات عن الله عز وجل) وفيه أن من وصل إلى حالة الجمعية وزال عنه مرتبة التفرقة لا يحجبه شهود الكثرة عن وجود الوحدة وبالعكس وفيه أيضا أن المقام مشاهدة عجائب الملكوت لقوله تعالى لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إذ المتبادر منه رؤية العين والمحسوسات من الحواس وهي خمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس وهي هيئة حالة في جميع الجسد (ولا يصحّ هذا) أي تغميض العين (أن يكون في وقت صلاته بالأنبياء) لأنه في حال الصلاة مكروه عند عامة الفقهاء (وَلَعَلَّهُ كَانَتْ لَهُ فِي هَذَا الْإِسْرَاءِ حَالَاتٌ) أي مراتب ومقامات فكان في أوله نائما ووقت صلاته بهم قائما وفي شهود الآيات مطالعا وفي حال التجلي مستغرقا وفي حال الرجوع متحيرا والحاصل أنه كان بين سكر وشكر وقبض وبسط وصحو ومحو وفناء وبقاء. (ووجه رابع) أي شاهد بأنه كان يقظة ويأول ما يكون فيه مخالفة (وهو أن يعبّر بالنّوم ههنا عن هيئة النّائم من الاضطجاع) ووقع للدلجي هنا زيادات وكذا فيما قبله مكررات ليست في الأصول المعتمدة والنسخ المعتبرة (ويقوّيه) أي ويؤيد التعبير بالنوم عن الاضطجاع (قوله) أي في الحديث (في رواية عبد بن) بالوصف لا بالإضافة (حميد) بالتصغير وهو حافظ كبير شهير واسمه عبد الحميد وعبد لقب له (عن همّام) بفتح الهاء وتشديد الميم إمام حافظ يروي عن الحسن وعطاء وخلق وعنه ابن مهدي وغيره قال أحمد ثبت عند كل المشايخ أخرج له أصحاب الكتب الستة (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ وَرُبَّمَا قَالَ مُضْطَجِعٌ وَفِي رواية هدبة) بضم الهاء وسكون الدال المهملة بعدها موحدة وهو ابن خالد القيسي الجهني أبو خالد البصري الحافظ المسند ويقال له هداب عن همام بن يحيى وحماد بن سلمة وجرير بن حازم وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والبغوي وأبو يعلى قال ابن عدي لا أعرف له حديثا منكرا قال الحلبي وفي نسخة معاوية بدل هدبة وهو غير صحيح (عنه) أي عن همام (بينا أنا نائم في الحطيم) قال الدلجي أي بين الركن والباب وفيه أن هذا حد الملتزم نعم قد يطلق ويراد به ما بين الركن الأعظم والمقام وزمزم لكن الأظهر أنه يراد به الحجر لقوله (وربّما قال في الحجر مضطجع) وسمي حطيما لما حطم من جداره فلم يسو ببناء البيت على ما ذكر البغوي وسمي حجرا لأنه حجر عن البيت أي من إدخاله فيه فمؤداهما واحد وهو المستدير بالبيت جانب الشمال وعن مالك الحطيم ما بين المقام

<<  <  ج: ص:  >  >>