أجارنا (من صحّته) أي تصحيحه (ولكن على كلّ حال) وفي نسخة ولكن على ذلك من حال (فقد أجاب عن ذلك) أي عما نسب إليه من مدح الآلهة ويروى عَلَى ذَلِكَ (أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ بِأَجْوِبَةٍ مِنْهَا الْغَثُّ) بفتح معجمة وتشديد مثلثة أي الضعيف مما لا يجدي نفعا (والسّمين) أي القول الذي يدفع الشبهة دفعا (فمنها) أي من الأجوبة (ما روى قتادة ومقاتل) قال الحلبي مقاتل اثنان مفسران لكل منها تفسير وينقل عنهما فأما الأول فهو مقاتل بن حيان البلخي الخراساني الخراز أحد الأعلام روى عن الضحاك ومجاهد وعكرمة والشعبي وخلق وعنه ابن المبارك وآخرون عابد كبير القدر صاحب سنة وصدوق وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما وقال النسائي ليس به بأس وروى أبو الفتح اليعمري عن وكيع أنه قال ينسب إلى الكذب قال الذهبي وأحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان فإن ابن حيان صدوق قوي الحديث والذي كذبه وكيع فابن سليمان مات قبل الخمسين ومائة أخرج له مسلم والأربعة وأما ابن سليمان فروى عن مجاهد والضحاك قال ابن المبارك ما أحسن تفسيره ولو كان ثقة وقال ابن حبان كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان يسبه الرب بالمخلوقات وكان يكذب في الحديث توفي مقاتل بن سليمان سنة خمسين ومائة انتهى ولا يدري من أراد القاضي منهما والحاصل أن قتادة ومقاتل رويا (أنّ النّبيّ صلى الله تعالى عليه وسلم أصابته سنة) بكسرة ففتحة أي نوم وغفلة (عند قراءته هذه السّورة) أي النجم (فجرى هذا الكلام) أي مدح الآلهة (على لسانه بحكم النّوم) أي غلبته عليه (وهذا لا يصحّ) أي أصلا لا في النوم ولا في اليقظة (إِذْ لَا يَجُوزُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تعالى عليه وسلم مثله) أي مثل ما نسب إليه (في حالة من أحواله) إذ ثبت أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه وأيضا فإن كل إناء يترشح بما فيه فمثل هذا لا يتصور من النبي النبيه (ولا يخلقه الله على لسانه) ما لا يناسب عظمة شأنه (ولا يستولي الشّيطان عليه في نوم) ولذا لم يكن يحتلم (ولا يقظة) بالأولى (لعصمته في هذا الباب) أي باب الكفر والمعصية ولو صورة وقال الأنطاكي يريد فيما كان طريقه البلاغ عن الله تعالى (من جميع العمد والسّهو) إجماعا (وفي قول الكلبيّ) وهو محمد بن السائب مات سنة ست وأربعين ومائة وسبق ذكره قريبا (أنّ النّبيّ صلى الله تعالى عليه وسلم حدّث نفسه) أي خطر في خاطره (فقال ذلك الشّيطان) أي الملقى في نفسه (على لسانه) أي سهوا قال الدلجي وهو باطل إذ لم يجعل الله للشيطان عليه كغيره من الأنبياء سبيلا وأقول لا يبعد أن يكون مراد الكلبي أن الشيطان قال ذلك على لسانه وفق صوته وحكاية بيانه، (وفي رواية ابن شهاب) أي الإمام الزهري (عن أبي بكر بن عبد الرّحمن) أي ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أحد الفقهاء السبعة على قول يروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وعائشة ولد زمن عمر وكف بصره بآخره ويسمى الراهب أخرج له الأئمة الستة توفي سنة أربع وتسعين (قال وسها) أي النبي عليه الصلاة والسلام فيما جرى على لسانه أو سها عن بيان حاله وألقاه الشيطان في